كثيرا ما تفاخرت بتلك المثاليات الزائفة
فهى مثاليات لبعدها التام عن الواقع
و هى زائفة لبعدى انا الكامل عنه
فماذا اعرف انا عن الدنيا حتى احكم و ادين و انصح و اوجه؟
اكتشفت انى كنت اراها من بعيد
بعيون طفل ساذج..
طفل لم يعرف من الدنيا ما هو ابعد من جدران حجرته الصغيرة
و لم يقابل من الناس من هم ابعد من ابوين هما الحنان كله
و ما اعتقدته اختيارا حرا جاء بارادتى الكاملة
كان فى حقيقته خوفا عميقا من عالم سمعت عنه كثيرا
لدرجة اننى فضلت الصمم على ان اعرفه من قرب
فرسمته كما اردت و ليس كما هو و اعتبرت ما رسمته واقع
و رأيته كما احببت و ليس كما يجب ان يكون و اعتبرت ما رأيته حقيقة
اجبرت نفسي على العزلة..
خوفا..لا شجاعة
هروبا..لا مواجهة
اجبارا..لا اختيارا
ففى قمة اعتزازى بذاتى و بما وصلت له من قدرة على قراءة الواقع
كنت اقرب ما يكون لوهم صنعته انا.. صدقته انا ..و عشته انا
فحتى اعيد ترتيب اوراقى ..
و حتى اخرج من برجى العاجى لانظر بعيون من هم فى قلب الحدث..
لاراه كما يرونه هم و ليس كما احب ان اراه
لأشعر بقلبى بما يشعرون به..
دون ان ادعى اننى افهم و اقدر و انا فى الواقع اسمع دون ان انصت..
حتى اتوقف عن اعطاء النصائح المثالية ماركة "حافظ مش فاهم"
حتى اتوقف عن اتهام غيرى بما امارسه انا..
حتى اعرف من انا..
تلك المتمردة المثالية.. المتمسكة بمبادئها..الخبيرة فى امور الحياة..
ام تلك المدعية الزائفة ..المتفلسفة..التى تنصح و هى اشد الناس احتياجا للنصيحة
حتى اتعلم اكثر عن الدنيا و من فيها ..
فأنا مرفوعة مؤقتا من الخدمة..
==========================
اللهم انى اعوذ بك من علم لا ينفع..
و قلب لا يخشع..
و نفس لا تشبع..
و دعوة لا يستجاب لها..
و من ان اقول بلسانى ما ليس فى قلبى