تستيقظ "ام سيد" مع اذان الفجر..
لا "سيد" ليس مجندا فى المخابرات
ولا هو طبيب شهير يعمل على مدار الساعة..
حتى يحتاج من امه ان توقظه فى هذه الساعة المبكرة. فى حقيقة الامر..
فان "سيد" عاطل تخرج من المدرسة منذ ما يقرب من العام
و رفض انهاء تعليمه فهو يراها "بايظة بايظة"
ولا ينوى انتظار تحقق برنامج الرئيس
حتى يجد عملا ملائما له كما يفعل زملاؤه من السذج. و لكن "ام سيد" هى التى لديها الكثير من المشغوليات
التى تبدأ مع شروق الشمس ولا تنتهى عند غروبها. فهى اصبحت تشعر بالشمس قبل ان تفكر هذه الاخيرة
فى الظهور معلنة للناس مجئ صباح يوم جديد.
و كانت موهبة "ام سيد" هذه تجعلها فى غنى عن المنبه
الذى كانت تضبطه كل ليلة بناء على طلب "مدام منى"
التى تعمل عندها "ام سيد" كخادمة.
فكانت مواعيد "ام سيد" "البايظة" وقتها
سببا كافيا لتهديها هذه الطبيبة المشهورة
و زوجها موبايلا ليوقظها فى الميعاد.
فطبيبة مشهورة مثلها..
ليس لديها من الوقت ما يسمح لها بانتظار مجئ الخادمات. كان هذا قبل ان "يتزنق" "ابو سيد" فى قرشين
فيقرر مفاجئة "ام سيد" ..
ببيع الموبايل و الغويشتين الدهب اللتان لا تمتلك غيرهما.
و لم ينس بالطبع تذكيرها بانها زوجته التى يجب ان تسنده وقت الشدة
كما لم ينس انهاء خطبته العصماء هذه
بانه سيعوضها بغويتشن احلى منهم
و موبايل اخر موديل عندما يفرجها ربنا. لم تسأله "ام سيد" كيف سيفرجها الله و هو لا يحاول البحث عن عمل
حتى لا تنهى ليلتها فى المستشفى مصابة
بكدمات متفرقة من جراء استفزاز "ابو سيد". تقوم "ام سيد" من فراشها بخفة متكاسلة.
فهى لا تريد ايقاظ "ابو سيد" و حرمانه من استكمال احلامه.
تضع براد الماء على النار ممنية نفسها بكوب ساخن من الشاي
يهون عليها برودة ديسمبر القارصة
و وقفة الاوتوبيس
التى ستمتد لثلاث ساعات او ساعتين على اقل تقدير. تصل "ام سيد" الى باب المنزل
فتشعر بهذا الهواء البارد الذى يخترق حذائها
من تلك الفتحة التى كانت منذ ثلاثة اشهر صغيرة. تتغاضى عنها و تخبر نفسها بان:
"اى قرش بييجى.."سيد" و ابوه اولى بيه" تصل "ام سيد" الى بيت الدكتورة فى حوالى التاسعة و يمتد عملها حتى الخامسة.
كثيرا ما فكرت فى سرقة سوار ذهبى
او تحفة من التحف التى تملأ المنزل..
فبالتاكيد الدكتورة لن تلاحظ اختفاء تحفة
ترقد وسط المئات من التحف الشبيهة. و لكنها دائما ما كانت تتراجع فى اخر لحظة.
فهى تعرف ان الله موجود و انه سيعاقبها على ارتكاب هذه الكبيرة.
بل و ربما يأتى عقابه فى "سيد" فتنفض هذه الفكرة تماما عن راسها
و تواصل فرك الارض بالصابون و المياه الدافئة فى غل واضح. يمنعها التفكير فى الله من السرقة و لكنه لا يمنع عنها كل هذا الحقد
من وجود ناس يتمتعون بكل هذه النقود
فى حين انها لا تستطيع تغيير حذائها المخروم. تعود "ام سيد" الى منزلها فى العاشرة..
يستقبلها "ابو سيد" بوجه متجهم.
فتبتسم هى بما تبقى لديها من قوة
و تخبره بان "ثوانى و الاكل هيكون جاهز". لم تشفع ابتسامة "ام سيد" لها و لم يجد "ابو سيد"
سوى براد الشاى الساخن ليلقيه على وجهها.
لم تفلح توسلاتها ولا تبريراتها
بان الدكتورة "منى" طلبت منها البقاء معها حتى هذا الوقت
لتساعدها فى اعداد اعشاء لضيوفها هى و زوجها
فى اخماد ثورته العارمة.
فكل هذا لا يهم "ابو سيد"..
فهو يهتم فقط بمعدته التى تحتاج لما يملأها..
و بحتة الحشيش التى ينوى ابتياعها
بيومية "ام سيد" من عم "فرغلى" صاحب القهوة. لم تخبره "ام سيد" بان يومها كان متعبا.
بل اكتفت باخبار نفسها بان "ابو سيد" طيب و بيغير عليا..
بس هو عصبي شوية. كانت تعرف انه لن يعود قبل الساعة الثانية فجرا كعادته.
فقررت ان تخبز لنفسها و ل"سيد" فطيرة
لتأكلها مع الجبنة البيضا و هى تشاهد اعادة مسلسل الثامنة. لم تتعشى "ام سيد" كما انها لم تشاهد اعادة المسلسل..
فتعب اقوى من ان يحتمله جسدها الضئيل
اجبرها على الاستسلام لنوم عميق.
و لكن حتى النوم لم تهنأ به "ام سيد".
فلقد عاد "ابو سيد" منتشيا بعد تناوله "حتة الحشيش اياها"..
يوقظ "ابو سيد" زوجته المتعبة..فتلبى طلبه حتى لا تلعنها الملائكة.
هناك 4 تعليقات:
هى أم سيد تستاهل كل اللى يجرالها
مش عارفه اتعاطف معاها بصراحه
يعنى لا ابو سيد ولا سيد يستاهلوا
ولو قلنا سيد يستاهل مهما عمل لأنها أم
طب بالنسبه للأخ ابو سيد ؟؟
ده على أساس ضل راجل ولا ضل حيطه يعنى ولا ايه ؟
انا بقول كفايه كده عشان مقلبش على أم حنفى :))
بالمناسبه , فين الأرشيف؟
افرضى عايزه اشوف الجزء الأول من الحواديت مثلاً؟ :)
هههههههه على فكرة النموذج دا فى منه كتير جدا..بس ما اعتقدش بس ان السبب هو وجود ضل راجل احسن من الحيطة..البيئة و التربية عند شريحة معينة من المجتمع بتقهر الست لدرجة انها بتفطسها باسم الدين و الادب و التقاليد
الارشيف متشال لاسباب امنية:D
بس اللينك اهو لو حابة تشوفى الموضوع الاولانى :)
http://banoutamasreya.blogspot.com/2009/06/blog-post_21.html
اسلوب السرد جميل جدا لكن فى نفس الوقت بينطق بالوجع
خلانى احس اوى بأم سيد وبمعاناتها
ايه كل الاجراءات الامنية دي يا لي لي
بصراحة انا زي ابتسام الختار
مش عارفة اتعاطف معها بحاول بس مش قادرة عارفة ساعات الناس تصرفتها بتبقى انعكاس لبيئتها او طريقة عيشها او اللي اتربت عليه بس بحس برضو ساعات و اوقات الواحد من معناته حتى وتعبه بيبقو كافين يخلوه يقول خلاص لحد هنا و كفاية
إرسال تعليق