السبت، 30 أبريل 2011
الخميس، 28 أبريل 2011
هرتلة بداية الصيفية
قررت ان اعود الى الكتابة.. فهى الشيء الوحيد الذى يشفى الروح دون ان يسبب اية اعراض جانبية! ربما تصلح هذه الجملة كنهاية للموضوع و لكنى اترك اليوم يدى لتعبث بأحرف الكيبورد فتشكل موضوعا شخصيا بحتا. لذا ارجو ممن يقرأ هذا البوست ان يشغل نفسه بشيء اهم من فضفضة فتاة لم تعد تعرف من هى. فأنا ابدو الان – و قط تخطيت عامى الثالث و العشرون بعدة اشهر- و كأننى تخليت تماما عن تلك الطفلة التى كانت تسكننى لتملأ مكانها امرأة غريبة تماما عنى.. امراة كل مش يشغلها مقلق و كل ما يقلقها يشغل يومها بالكامل ولا يترك مكانا لأحد او لشيء. فالكثير من الاسئلة تدور فى رأسي بشكل جنونى.. ماذا لو افقت يوما و اصبحت تلك المراة النكدية التى طالما سخرت منها؟ هل معنى ان ايام السنة 365 يوم و ربع ان فى ربع تايه مننا ماحدش عارف عنه حاجة؟.. كيف اتقبل تلك التغييرات الجذرية فى حياتى؟ اكتشف ان البشر موهومون بالمعجزات.. فهى تطمئنهم و تواسيهم و تخبرهم بان الغد بالتاكيد افضل و هم ايضا موهومون بالابتسامات و الوجوه السعيدة ربما افتقادهم لاسباب منطقية للسعادة يجعلهم يبحثون عن تلك الوجوه السعيدة علها تخفف قليلا من قسوة حياتهم .امتلك الان مقومات السعادة الابدية فى نظر البعض.. و لكنى افتقد كل يوم جزء منى فى نظر نفسي افكر فى ان هذا الكلام ليس مكانه هنا.. افكر فى وضعه فى هذا البلوج الجديد حتى لا يعرف احد من تكون كاتبته فلا اقوى على ترك المكان الذى شاهد الكثير من احباطاتى و كونت فيه صداقات بعيدة المسافة قريبة من القلب.
اقرر ان اعود الى الكتابة..فهى الشيء الوحيد الذى يشفى الروح دون ان يسبب اية اعراض جانبية! افكر عم اكتب؟ .. عن الثورة.. عن صوت الحرية الذى هزم اصوات الطغيان.. عن الامل الذى ملأ كل شوارع المحروسة.. عن شباب زى الورد ضحوا بجياتهم عشان مبدأ و قيمة و امل فى بكرة.. عن يوم 12 فبراير.. و عينان دامعتان و سيارة تحمل كل من اهتم لامرهم و علم مصر و هتاف يرج ميدان التحرير "ارفع راسك فوق انت مصرى" ام اكتب عنى.. و عن هذا البيت الواسع ذا الشباك الاحمر الذى يتوسط حقولا خضراء لا نهاية لها ام هذا البيت الجديد الذى لا يمتلك شبابيكا حمراء و لكنه يتوسط حقول قلبى ام اكتب عن تلك الفتاة التى كانت تهتم كثيرا .. تتحدث قليلا و تحتمل ما يفوق طاقة البشر و التى اصبحت بفعل الوقت قليلة الاهتمام..كثيرة الشكوى..عديمة الاحتمال و التحمل اتسائل.. هل كانت صديقتى المقربة تعلم اننى اثناء استغراقى التام فى محاولة حل مشكلتها العويصة كنت ابحث على الانترنت عن مستلزمات زواجى؟ و هل يعلم مديرى اننى امقت تلك الوظيفة بقدر ما امقت تملقه الدائم لمديرته؟ و هل تعلم زميلتى فى العمل.. ان ابتسامتى لها صباحا خالية تماما من اى احساس صادق او حقيقي نحوها؟ و هل يعلم كل رجل عند زواجه ان بعد سنة سيكتشف انه تزوج من امراة لا يعرفها؟ فكيف تكون الزوجة حبيبة و طباخة و خادمة و اما و مدبرة منزل و موظفة طموحة و عشيقة فى ان واحد؟ كيف تحتفظ بثقافتها و اطلاعها الدائم على احدث الاخبار وسط بطن منتفخ و بيت دائم العمل و زوج و طفل و عائلة جديدة؟ كيف تحتفظ باناقتها و ابتساماتها بعد حمل موجع و شهور طويلة من قلة النوم و الطلبات التى لا تنتهى؟ كيف تكتب و تقرأ و تعمل و تكنس و تطبخ و تنظف فى نفس الوقت؟ لماذا لا تطلب كل امراة من زوجها ان يتعهد لها قبل الزواج بانه سيتقبلها كما هى الان و غدا و حتى اخر العمر؟ هل لانه يعرف انه حتما سيتغير ام لانه متيقن من انه لن يحب المراة التى ستكونها بعد مرور السنوات؟ عندما اخبرتنى بان "انتى مفيش حد عاجبك" اجبتها بان ولا حتى انا عجبانى ولكن الفرق الوحيد فى انى لا استطيع ان اغلق التليفون فى وجه نفسي ولا ان ادعى اننى غير موجودة عندما تسال نفسي عنى فهى مش عجبانى اه ..و لكنى مضطرة للتعامل معها!"
ابحث عن تلك الزجاجة المقاومة للصدمات حتى اضع بها قلبى فلا اجدها فقط اجده هو .. فأطمئن ثم اعود الى الكتابة فهى الشيء الوحيد الذى يشفى الروح دون ان يسبب اية اعراض جانبية!
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)