الأحد، 31 أكتوبر 2010

عشم..

تبحث عن بيت بعيد لا يراه احد
و شجرة قصيرة و بحر و كتاب و كوب من القهوة
تستيقظ لتجد نفسها فى ميدان التحرير
وسط باعة الجرائد الجائلين
و فى يدها كوب من الشاى البارد
فيخبرونها انهم فعلوا كل هذا من اجلها
فهم جميعا مجنونون باحلامها
و لكن لا احد منهم اهتم بسؤالها..ان كانت تحب المجانين!

الأحد، 17 أكتوبر 2010

انوثة متأخرة..

تنظر فى عبثية الى فى المراه
تفكر فى البنوتة التى كانت عليها
تترك شعرها ليرى النور لاول مرة منذ سنوات
فتنسدل خصلاته البنية فوق وجه طالما وصف بالجمود
تمسك باحمر الشفاة..
و تعانى من بعض الصعوبة فى وضعه فوق شفتيها الصغيرتين
تحاول تذكر اخر مرة قربته من فمها..فتفشل
ترتدى فستانها الاسود القصير
ترفع شعيرات قليلة
مستخدمة فى ذلك مشطها الصغير الذى يأخذ شكل فراشة ذهبية
لا تنسى استخدام الكحل الاسود الفاحم و القليل من هذا العطر الفرنسي الذى يحبه
تفكر فى انها تغيرت كثيرا منذ ان دخل الى حياتها
فهى ابدا لم تكن تهتم بمظهرها حتى انهم اطلقوا عليها لقب الرجل الالى
حتى جاء هو و اخبرها كم ان لمعة عيناها ساحرة..
حتى و ان كانت تختبئ تحت نظارة " قعر كباية"
ماذا لو لم يكن يستحق؟..ماذا لو كان يكذب عليها
يحدثها عقلها بان الرجال جميعهم كاذبون
فيخبرها قلبها بان هاتان العينان يستحيل ان تكونا قد عرفتا الكذب..
يجيبها عقلها بان "استسلمتى بسهولة"
فيرد قلبها بان "ما امتع استسلام المقاتلة داخلك فى سبيل خروج الانثى"
تسمع صوت سيارته..
تخلع نظارتها..
ترتدى حذائها ذى الكعب العالى..
تحرك شعرها معلنة عن سقوط اخر ميكانيزمات الدفاع الخاصة بها
لتنفض عن رأسها صورة الرجل الذى كان يقطن بداخلها لما يقارب الثلاثون عاما
تنظر مرة اخيرة فى المراة لتتاكد من انها تبدو تماما كما تريد
ثم تلقى بقبلة فى الهواء مودعة رجلها الالى..
و تنزل فى عجالة لمقابلة رجلها الحقيقى..و انوثتها الضائعة ايضا!

السبت، 16 أكتوبر 2010

الجاحدة و الانانى

بدات مشكلتى معه عندما ادركت انه يحبنى..و لكن بطريقته هو فلم اكن اشكو مما تشكو منه زميلاتى النساء من بخل الاحساس و انانية التفكير و قلة التعبير على العكس..
فانا كثيرا ما كنت امل
الورود و الهدايا التى لا تنقطع و المكالمات الهستيرية و لكن..كيف اشرحها؟ حسنا..فهو يفعل كل هذا بانانية جاحدة انا..هكذا يعتقد
********
لم اعرف ماذا افعل اكثر من هذا فانا لا ادع ساعة تمر الا و انا اشعرها بوجودى لم اتوقف عن شراء الهدايا الغالية بعد زواجنا حتى لا تشعر باننى تغيرت معها شأن كل الرجال لن انكر ان عملى يأخذ معظم وقتى و لكن فى النهاية باقى يومى لها هى و لن اخفى ان لى بعض النزوات النسائية و على الرجل الذى لم يلمس امرأة غير امرأته ان يرمنى بحجر فكلنا فى النهاية..رجال انانى انا..هكذا ترانى
********
ام اكن املك عند زواجى سوى سوار ذهبى و ملابس اختى الكبيرة و فستان زفاف لم نملك ثمن شراؤه فاكتفت امى بعد محايلة مضنية باستعارة فستان بنت جارتنا التى تزوجت من احد اثرياء العرب و كان هو يعلم ذلك و ان لم يخبرنى به ابدا
******** لا اعرف ماذا افعل اكثر من ذلك فهى لم تكن تعرف من الاماكن سوى كوبرى اكتوبر و القناطر فاصبحت على دراية بافخم مطاعم القاهرة و لم تعرف يوما معنى ان تكون لك ملابسك الخاصة فاصبح دولابها ممتلئا بماركات لم تكن تراها سوى على اغلفة المجلات و بعد كل هذا..تتهمنى باننى لا اهتم!
********
لن انكر اننى احببته
فكثرا ما كنت ارى فى عينيه تلك النظرة التى لا اعرف لها اسما و لكنى اعرف يقينا انها تميز عينان تقعان على شيء تحبانه فلا تجدا غير النظر اليه سبيلا كنت مستعدة لان ادفع الباقى من عمرى حتى ارى هذه النظرة فى عينيه كلما نظر الى لدرجة اننى تساهلت و انا اعلم بخياناته المتكررة ففى النهاية..اعلم يقينا انه سيعود الى وحدى
********

لا ادرى ان كنت احببتها ام اننى كنت اشفق عليها لا..اعلم..فانا احببتها.. يكفى انها الوحيدة التى اقنعتنى بانها تستحق الحياة معى و لذا لم ابخل عليها بوقتى و ثروتى فبين جدولى المزدحم بالمواعيد و حياتى الاجتماعية التى كانت تعلم مسبقا انها ممتلئة عن اخرها كنت دائما ما اجد لها وقتا خاصا بها وحدها فماذا تريد المراة من رجلها

اكثر من ان يكون لها مكانا فى عالمه الممتلئ بغيرها؟

********

"اهديت قلبا صغيرا اليك
يسامر قلبك.. يحنو عليه
اودعت فيه زمانا جميلا
وحصنت سري.. في مقلتيه
فان جاء يوم واصبحت طيفا
وصرت غريبا على ضفتيه
وجاء لقلبك.. ضيف جديد
واصبحت كالامس ذكرى لديه
واضحى مكاني صمتا رهيبا
حطام الاماني على راحتيه
فرفقا بقلبي هذا الصغيراذا ما رايت دمائي.. عليه"*

انانى هو..احبنى و لكن بالطريقة الغلط!

********

"انى جعلتك توبتى..
فلقد رأيتك فى صلاتى بعض ايمانى
رأيتك فى ضياعى أمنية
لا تشعرينى أن حبك
كان اكبر معصية
ما عدت املك من زمانى
غير ما عشنا معا..
لا تشعرينى اننى ما كنت شيئا..
غير تأكيد لذاتك.." *
جاحدة هى..و مؤخرا اصبحت طماعة ايضا!
********
* من قصائد فاروق جويدة : "لن ابيع العمر " و "لقيط الاحبة"

الأحد، 10 أكتوبر 2010

نص يوم..

12 ساعة حتى اللقاء.. تتلاحق انفاسى من فرط السعادة..
فاحيانا ما تكون الفرحة اكبر من استيعابى و كثيرا ما اعتقد اننى لا استحق كل هذه السعادة.. فماذا فعلت انا حتى استحقك؟ و ماذا جنيت انت حتى اكون انا قدرك؟ كنت اظن دائما بان للفرحة ناسها حتى اتيت انت..
فعرفت ان ناسها هم انا و انت اضع فستانى الاسود فوق الفراش.. اخرج مساحيقى و اضع نقاط من عطرك حولى
حتى اتخيل انك هنا تختار معى و تتذمر لتاخيرى" مثل كل بنات حواء المملين " 10 ساعات حتى اللقاء.. كل شيء فى مكانه..حذائى العالى على الارض عيناى لا تفارق ساعة الحائط التى احضرتها لى
يوم تاخرت عليك فى اول لقاء لنا اتذكر وقتها حمرة وجهك و انت تصرخ
بانى لا تكفينى ساعة يد رقيقة مثل كل البنات و انما انا استاهل ساعة الصحيان على صوت ساعة بيج بن حتى اتعلم كيف اتركك تنتظر مرة اخرى لم اقل لك وقتها..
انى كنت اقف خارج المقهى قبل موعدنا بنصف ساعة كاملة لكنى قررت تمثيل دور التقيلة حتى نهايته..
8 ساعات حتى اللقاء.. اكاد اجن من كثرة الانتظار افتح كتابك متظاهرة بالقراءة فى حين اننى امتع نفسي بفكرة
اننى الان امر بعينى على السطور نفسها التى كنت تمر انت عليها اركز بكل حواسي..
محاولة ان استرجع الافكار نفسها التى كانت تمر ببالك و انت تقرا بجوار المدفاة التى احضرتها لنا امك من "بلاد بره" لم تكن تعرف اننا لا نحتاج لمدفاة حتى لا نشعر بالبرد فالدفا عندى هو ان تكون انت هنا..حتى و ان لم تقل شيئا
فالحب عندنا حديث...كما قالت الست..
"ان لم نقله يوشك الصمت حولنا ان يقوله" 6 ساعات حتى اللقاء.. اقرر الصلاة.. امسك بالمصحف متذكرة يوم رايت حلمى الاكبر يتحقق و يمر امام عينى هذا المشهد.. اول جمعة بعد زواجنا
و استيقاظى على صوتك و انت تقرا فى خشوع صورة الكهف حتى يحمينى الله و اياك من اعين اللذين استكثروا علينا الفرحة.. فرحة اجتماعنا فى بيت"نا" كما كنت تحب دائما ان تنطقها
فاتذكر قول نزار و اهز راسي مؤكدة بان "نعم..انا فى حالة ادمان"
4 ساعات حتى اللقاء.. افتح التليفزيون لعلى اجد ما يجبر الساعة على التحرك بسرعة اجد هذا الفيلم الذى راينا فيه نفسنا "The story of us” و امسك ببطنى و انا اراها تخبره بانها تحمل بداخلها ابنهما الاول فارى فى عينيه فرحة من راى مشاكل دنياه تتضائل حتى تختفى فولى عهده فى الطريق..قطعة منه و من التى اختارها قلبه و اتذكر حوارى معك حول انبهارى بشكل المراة الحامل و باحساسى بقهر الرجل فى زمن تحرير المراة و الظلم الواقع على عالم الرجال اللذين حرموا من الاحساس بهذه المتعة فاتذكر غضبى المزيف من ضحكك الهستيرى على نظريتى هذه ثم الوم نفسي لانى لم استطع ان ارسم على وجهك الابتسامة تلك..
ساعتين حتى اللقاء.. اشعر بتنميل فى ركبتاى..
و احاول السيطرة على تلك الفراشات التى تتحرك داخل راسى فكما قلت لك انا لا اقوى على كل هذه السعادة.. ارتدى فستانى الاسود مكشوف الكتفين ثم اتذكر نظرتك العاتبة..فاضع الشال الاحمر فوقه.. اقترب من مكان لقائنا و اشعر بقلبى يكاد ينخلع من مكانه انظر حولى فى خجل خوفا من ان يسمع المارة صوت دقات قلبى التى تتزايد مع كل خطوة اقترب فيها منك اراك من بعيد فاقترب .. اترك الشال ليسقط فى غضب تاركة كتفاى للهواء.. فكيف هنت عليك لتتركنى هنا وحدى؟ و كيف استطعت ان تخلف وعدك معى بانك ستظل دائما "هنا" فاقرا لك الفاتحة و اسال الله ان يقترب موعد لقائنا..ثم انتظر