الوقت: ليل..المكان: منزلها..الجو: برد
بين اكواب القهوة و معالق السكر وقفت مع صديقتها المقربة فى مطبخ بيتها
او" بيت الامة" كما اعتادت الصديقات على تسميته
كالعادة منعها زحام افكارها من الاستماع لما تقوله صديقتها
و ان كان طوفان الافكار قد سمح لها بسماع بعض الكلمات من وقت للتانى
حتى تستطيع متابعة "راس الموضوع" الذى تتحدث عنه..
*****
"يقولون ان الدموع كثيرا ما تكون صحية..
فهى سموم تخرج شحنات الغضب و الحزن
و الانفعال و المشاعر السلبية كلها فى لحظات"
- بديهى!..فالبكاء كثيرا ما يريح صاحبه..
فكتمان الدموع قاتل باكثر من البكاء نفسه
فكثيرا ما كانت جدتى تقول انه اذا ما فاجأتك دموعك فدعيها تسقط
فلا حرج فى ان يكون الانسان انسانا!
"يقولون ايضا انه من طبيعة الانسان ان يستمد قوته ممن حوله"
منطقى! فالانسان كائن اجتماعى بطبعه..
و هو لا يستطيع الحياة دون ان يعتمد على الاخرين
*****
- هو انتى مش هتقولى انا عارفة..
بس ممكن لو احتاجتى حاجة تقوليلى؟
- اكيد طبعا
*****
"يقولون ان اعتراف الانسان بحاجته للمساعدة لا علاقة له بالكبرياء
فالطبيعة البشرية تقول انه
لا يوجد من يدعى كائن خارق..و كلنا فى لحظات الضعف سواء"
- مؤكد!..لكن منطقى بيقول انه فى نوعين من البشر
نوع بيساعد و نوع بيتساعد
و النوع اللى بيساعد يا فعلا ضحية..يا عايش فى دور الضحية
و الحقيقة انى ما اتعودتش اكون من النوع التانى ايا كان تصنيفه!
*****
- بيقولوا ان الفضفضة مع اللى بتثقى فيه مريحة..
- و بيقولوا كمان ان الكلام مفيش اسهل منه!
*****
اعتدلت فى وقفتها كمن يهم باذاعة خبر خطير
فابتسمت صديقتها ابتسامة مشجعة..علها تفصح اخيرا عما يضايقها
فاقتربت هى الاخرى منها
كمن يرغب فى قليل من الطبطبة
مما اعطى الصديقة الوفية المزيد من الامل
و نظرت كاتمة دموعا تراكمت منذ فترة ليست بالقليلة
و ضمت شفتيها معلنة انفجار وشيك
و تمتمت فى هدوء:
"قلتيلى بتشربيها سادة ولا مظبوط؟"
*****