كانت ارملة..فى قول اخر "ملهاش صاحب"..
و فى عرف مجتمع لا يرحم "صيدة سهلة" ..
لم تكن تملك من الحياة سوى طفل صغير و شركة اسستها هى و بمجهودها وحدها
اصبحت من اكبر الشركات فى المنطقة التى تسكن بها..
تعرفت عليه..وجدت فيه الرجل الذى يحتويها و الاب الذى يعوض ابنها مهانة اليتم
و يوفر له الحياة "الطبيعية" التى يستحقها..
وافقت ان تكون الزوجة التانية..
فهذه فرصتها الاخيرة بصفتها امراة second hand كما وصفها..و تحمد ربنا على كدا
بنوتة ما كملتش 20 سنة..
طول عمرها كانت بتدور على حب سمعت عنه فى الروايات و الافلام الخايبة..
وافقت على اول حد سمعها الكلام اللى كانت عايزة تسمعه..
قالها انه مستعد يعمل اى حاجة عشان يشوفها سعيدة..
سذاجتها صورتلها ان فى بنى ادم ممكن يحب حد اكتر من نفسه..
كانت بتصرف عليه احيانا..و بتدفع لنفسها على طول..
كانت جارحاه اوى فكرة انها اغنى منه و ان اهلها فى مستوى اجتماعى اعلى من اهله..
قالها هتقدملك..قالتله ما ينفعش دلوقتى بس انا هستناك
"تصدقى انه خلانى ادفع لنفسي يوم عيد ميلادى..و قدام الناس..
طب كان دفع هو و حاسبنى بعدين بينى و بينه"
- يعنى انتى مشكلتك بس انه كان قدام الناس؟
- ايوة..مش حاسة انى مسنودة على راجل..بس هو بيحاول يكون احسن..
دا كلامها لنفسها لما قررت انها هتضحك عليها..
كانت الاكبر سنا بين اربعة اخوات..و كانت احلاهن شكلا و خلقا..
لكنها كانت كما تحب امها ان تطلق عليها "مليانة شوية"..
و كما اطلقوا هم عليها "دبدوبة العيلة".
كانت تمتلك ابتسامة مشرقة و عقلا راجحا و اخلاقا نادرة فى زمن انعدمت فيه الاخلاق
و كانت فى نظرها "بتعرف تقول ايه امتى"..
فكانت دائما ما تنظر اليها باعجاب شديد و تاكد اشد
بان نهاية قصتها ستكون مثل كل قصص ديزنى التى اوهموها انها واقعية..
فكل اميرة يغطى نقاؤها الداخلى على عالمها الصغير..
لا تنتهى قصتها الا بنهاية نقية كبدايتها او اشد نقاوة
و انتظرت معها اليوم الذى ياتى فيه الامير الفارس الذى يستحق هذه الاميرة ال"مليانة شوية".
تتركهم قليلا و تختلى الى نفسها..و تقنعها بان:
You want a man, who will lead you down the beach,
with his hand over your eyes,
just so you can discover the feel of the sand beneath your feet.
You want a guy, who will wake you up a dawn,
just bursting to talk to you,
he can't wait another minute just to find out what you'll say.
Am I right?
Richard Gere –The Runaway Bride
طالبها بان تكتب الشركة باسمه حتى يتصرف فيها لانه هو الرجل
و الرجل مش بس بكلمته الراجل بسرقة فلوس مراته و خسته..
وافقت مضطرة بعد اكتشافها انها تحمل جنينا لا يد له فى اختيارات امه..
اصفر وجهها و انتهت صحتها..
و اصبحت زبونة دائمة فى العيادات النفسية و مريضة بالاكتئاب المزمن..
بح صوتها الرقيق و انتهت علاقتها بالانوثة..
فكل امرأة تنطفئ انوثتها عندما تجد مشاعرها
و قد انتهى بها الحال و هى ملقاة عند اقدام رجل لا يستحق.
- فى فرق بين واحد عارف ان فى فرق كبير بينه و بين اللى بيحبها
و بيموت نفسه عشان يكون جدير بيها فبالتالى هى تقتل نفسها عشان تستناه..ببساطة لانه يستاهلها..
و واحد شايف الفرق دا و بيقنع نفسه انه عمره ما هيروح..
فبيستسلم للامر الواقع و هو عارف و متاكد ان حبها ليه هيخليها مربوطة جنبه
لحد ما حد يفوقها او لحد ما تفوق لوحدها بعد جوازة فاشلة
اولها قلة قيمة و اخرها ضياع عمر على واحد ما يستاهلش
- بطلى نظرياتك الواقعية بزيادة دى..انا عايزة عيال..عايزة ابقى ام..
خايفة اموت لوحدى..الوحدة وحشة اوى بجد..
انتى عمرك ما هتعرفى يعنى ايه تبقى بنت وحشة
و لا عمرك هتسمعى اللى بسمعه و انا ماشية فى الشارع
- بس انى وشك زى القمر..ازاى مش شايفة كدا؟! ..
و بعدين مفيش حاجة اسمها بنت وحشة اصلا!
- هو بيقول ان مناخيرى كبيرة..دا غير انى تخينة اصلا..بس هو بيحبنى..و انا هستناه
و حدث ان كانت تزورها يوما فى منزلها و وجدتهم –على غير عادتهم-
منشغلين بترتيب البيت المرتب اصلا و عندما سالت عرفت ان السبب هو زيارة العريس و اهله..
"هو ظابط شرطة و من عيلة..بس يا رب يوافق"
و عندما حاولت ان تفهم سبب هذه الجملة الغريبة
قالوا لها ان السبب هو ان ما اعتبرتها هى "الاميرة المليانة شوية"..
اعتبروها هم "المليانة شوية" و كفى!
و جاء العريس و عاين بضاعته و وافق متضررا..متنازلا..متفضلا على الزيجة..
و عندما سالتهم لماذا وافقت و وافق اهلها..
اجابوا بان "ما حدش كان هييجى تانى بعد كدا"..
و عندما قالت ان "دا مش سبب كفاية"
كان الرد "انتى لسه صغيرة و ما تفهميش حاجة فى الدنيا".
انتظرت معها الفرح كاى طفلة تنتظر مناسبة عائلية لترتدى فستانها الجديد..
و عرفت بعد ذلك ان العروسة اكتفت بفستان اختها الصغيرة
بعد اجراء بعض التعديلات عليه توفيرا على ابيها
و بانها وافقت على العريس توفيرا على نفسها
من نظرات و اتهامات و ادانات و مصمصات شفايف
مجتمع لا يرى فى اميرتها سوى انها "دبدوبة"..انه يوم التوفير اذا!
تنساهم او تتناساهم..و توهم نفسها بانه لسه موجود
She's more real to me than anything I've ever known-
One man I can never meet-
Him, I would like to give my whole heart to
Sandra Bullock, Keanu Reeves-The Lake House
بعد ايام قليلة من الزواج ظهر وجهه القبيح..و كعادة كل حاجة حلوة..وقتها خلص
لم يكتفى باهانتها يوميا و سبها باكثر الشتائم بذاءة..
و هى التى تمتلك صوتا رقيقا لدرجة تجبرك على بذل جهدا مضاعفا لتفسير كلماته..
فكان يضربها كلما اخذت منه موقف.. او حتى فكرت
"بيضربنى قدام بنتى..بس عادى يعنى..انتى عارفة المشكلة فى ايه؟..
ان العنف مش مقتصر بس على الضرب"
- يعنى ايه؟
- يعنى اللى فهمتيه بالظبط..
- و انتى ايه اللى مصبرك على كدا؟
- انتى لسه صغيرة و ما تفهميش..
كل ما هتكبرى ..
هتعرفي ان تنازلاتك لازم تزيد عشان تعرفى تعيشى..احنا اتخلقنا عشان نتنازل
انا قررت اعمل زيك على فكرة..انا اساسا ما كنتش بحبه..ولا كنت ناوية استناه..
انا كنت بس بقول لنفسي كدا و انا عارفة و متاكدة انى عمرى ما هعرف اعمل كدا..
هو ما يستاهلش اصلا..
دا لحد دلوقتى ما خدش ولا خطوة جدية عشان نكمل مع بعض..
هييجى يقول لبابا ايه..انا بشتغل اسبوعين و اترفد لانى واحد بيهرج..
انا ما عنديش ثقة فى نفسى اه..بس مش للدرجة دى..
عارفة..انا كمان كذابة جدا..انا بحبه اوى..و اضعف بكتير من انى اسيبه..
هو الوحيد اللى قدر يعمل فيا كدا و هو عارف دا كويس..
سميه بالكلام الكبيربتاعك "ابتزاز عاطفى"..و عارفة كمان..انا عرفت انه بيخوننى
و حتى اليوم كلما صادفتها هى و طفليها..
و كلما رات فى عينيها نظرة من تزوجت من لا يستحقها..
و كلما شاهدت لمعة عينيها و انكسار يتمها و انطفاء شبابها..
فى الوقت الذى تتمتع فيه من يفقنها رشاقة
و تفوقهم هى خلقا و اخلاقا بكل مميزات الزواج و الونس..
تتاكد انها ستستمر فى فوبيا السمنة..ليس رغبة فى الزواج ابدا بتاتا البتة..
و لكن حتى تتاكد من انه لن يأتى اليوم الذى يخبرها فيه رقم على الميزان بان
"عفوا لقد تم سحب حقك فى اختيار من يستحق قلبك..فانت اثقل مما يجب!"
تنخفض بسقف احلامها حتى يلامس الارض و تقرر ان تستسلم لواقع ان:
"- ورد ايه دا اللى عيزانى اجيبه..مش نص كيلو كباب و كفتة افيد؟"
خالد صالح-احلى الاوقات
و يا ريتها فضلت صغيرة و ما بتفهمش..
تحديث
حد شاف فيلم احكى يا شهرزاد؟