3
قبل 20 ساعة
تنتابنى احيانا حالة من الفراغ..الخواء..اللا اى شئ..
حسنا لنطلق عليها لفظا علميا..حالة من الافلاس الفكرى
بالرغم من هذا الفلس الواضح
الا اننى وجدتنى متلبسة بالتفكير فى الكيبورد و كوب القهوة و صوت فيروز
قال يعنى نجيب محفوظ فى لحظة الهام!
قررت ان اترك الحروف تكتب دون تدخل منى..
و اعتذر مسبقا عن اى تخريف غير مفهوم للى بيقراه دلوقتى
الفترة السابقة كانت..مختلفة
هسميها حالة اعادة اكتشاف..
اعادة اكتشاف للناس..للعالم..و من قبلهم اعادة اكتشاف لنفسي
كم غير طبيعى من اللامبالاة حواليا..
الا هو ليه ما حدش بقى بيهمه حاجة ها ؟
كثيرا ما اتهمت باننى و التوتر توأم ملتصق..
الحقيقة فقدت القدرة على التمييز..
هل توترى هو السبب فى تركيزى فى برود الاخرين..
ام ان برود الاخرين هو السبب فى توترى
نعود لنفسي..فغرورى يجعلنى اريد ان اتكلم عنها هنا و الان
اكتشفت اننى اكره الازرق..
اكرهه بكل درجاته و اشكاله..فهو لون غير مفهوم..
فلا هو فى وضوح الاخضر ولا هو فى صفاء الاصفر..
فكيف عندما يجتمع لونان بهذا الجمال يكون الناتج لونا بهذه السخافة؟!
و اكتشفت اننى امقت الرجل الوسيم..
فهو فى رايي مرتبط بمحدودية التفكير..
و التفاهة و الغرور و السطحية لدرجة السخافة
كما اكره ان يحدثنى احدهم عما لا اريد ان اسمعه..
فدائما ما اعتقد ان لكل شخص حاسة سادسة تخبره
بانه" حان وقت الصمت فمن تحدثه لا يسمع anymore!”
ولا احب هؤلاء اللذين لا يستمعون حينما يجب ان يستمعوا..
او يستمعوا حينما يجب ان يتكلموا.
.او يتكلموا حينما يجب ان يصمتوا
و اتعجب من هؤلاء اللذين يتحدثون عن نفسهم بصوت مسموع
لمدة تزيد عن ال5 دقائق متواصلة
و اشعر بالعجز عندما يطلب منى احدهم ان اتحدث عن نفسي
فلا اجد اكثر من كلمات قليلة..مقتضبة..مختصرة
لا اعرف اذا كانت تصفنى ام تصف من كنت احب ان اكون عليها
عرفت ايضا اننى لا احب ان يشاركنى احد برايه فى اختيار ما ارتدى..
"فالبس اللى يعجب الناس" ليس اكثر من مثل اخر من الامثلة العبيطة
التى لو عرفت من الفها لكان لى تصرفا اخر معه
و عرفت ان حاستى السادسة تكمن فى اكتشاف من يكذب على
و ان ادعائى التصديق لا يعنى اننى لا اعرف ان ما يقال مجرد كذبة كبيرة
كما عرفت ان المتالم لا تهمه الشفقة بقدر ما يهمه التعاطف
و تاكدت من اننى لا احب الهدايا كثيرا..
ففكرة اننى مطالبة برد مجاملة بغض النظر عن شعورى نحو صاحبها
قاتلة بالقدر الكافى بالنسبة لى
اكتشفت ايضا اننى لا احب ان اكون فرجة
بقدر كرهى لان اكون غير ملحوظة!
و عرفت ان كل ابن ادم على اختلاف ثقافاته و خلفيته و قدراته العقلية
تجمعه باخواته البنى ادمين
تلك الرغبة المستمية فى ان يكون مميز..حتى و ان لم يكن كذلك
ففرحة من رن موبايله مرتين متتاليتين فى وسط جمع من الناس..
و من تعتذر عن خروجة لان عندها" شغل كتير "
و شكوى من يتعلل بضيق الوقت
ليظهر مدى كونه مطلوب من الجميع..
اصدقاء الطفولة..زملاء العمل..جيران الهنا..اقارب من الدرجة الاتناشر
ليسوا اكثر من رغبة فى اظهار مدى كون الشخص "مميز" و له مكان
و اندهش ايضا من بعض المسميات
فهذا مفكر اسلامى و هذا مثفق ليبرالى..
هو من امتى التفكير و قراية الكتب بقوا وظيفة؟!
تخبرنى بان "انتى كان لازم تطلعى مدرسة"
فاجيب كاذبة بان "لا هنا الواحد عنده برستيج اكتر"
و اقول دون صوت بان "يا ريت"..
فطالما كان الهام الاخرين مبهرا عندى
ففكرة ان الهم صغيراتى ليجعلوا اليوم اجمل
دون ان اعدهم كذبا بان الغد دائما وردى
كانت ترسم على شفتاى ابتسامة فى الايام الممطرة..امومة متاخرة؟..يمكن
فربما ياتى اليوم الذى اعيش فيه هذه الحياة المزدوجة ..
مدرسة صباحا و طالبة مساء..مين يعرف؟!
و اكتشفت ايضا ان حزب الوسط لم يتم رفضه فقط من الحياة السياسية
لكنه انمحى تماما من الوجود..ببساطة لان كل كلمة تجمع حروف "و" "س" "ط"
لن تجد لها مكانا فى عالم
اصبح التطرف فيه هو "اروش" طريقة لراغبى الظهور
فافاجأ بمدونة منتقبة
تقرر استكمال دعوتها التنويرية
بشتم كل من سولت لها نفسها بعدم ارتداء الحجاب
و مدونة غير محجبة
تقرر استمرار رسالتها المهلبية بشتيمة كل ما يمت للحجاب بصلة..
الا هى الناس الطبيعية راحت فين؟
و اخيرا احاول تامل الناس من حولى
و اجد معنى جملة يوسف زيدان الرائعة..
"انها مغامرة كبيرة ان نأمن مثلما هى مغامرة كبرى ان نؤمن"
فاؤكد عليهن للمرة الالف بعد المليون
ان من يملك قيراط ثقة
فليعطى عشره للناس ليحافظ على تسعة اعشار نفسه!
فهنا..و فى هذا الزمن الجميل..نادرون هم من يستحقوا