سيدى الرئيس 28 عاما و انت تحكمنا
لا احد ينكر انك قدمت كثيرا لمصر
ففى عصرك بنيت مدنا جديدة لم يسكنها احد
و من مكنهم حظهم البائس من ان يسكنوها
فهم يلعنون اليوم الذى دخلوها فيه
بنيت المحور الذى اكتشفوا بعد اعوام قليلة من استخدامه
انه به اخطاء خطيرة و لا اعرف ما الانجاز فى بناء كوبرى
او افتتاح مدنا لا يريد احد ان يسكنها؟
اعذرنى فانا لا اكاد اتذكر انجازات اخرى هامة لا عفوا...
لقد نسيت قنوات النايل سات
التى يتردد فيها اسمك اكثر مما يتردد فى بيتك..
و نسيت التعديلات الدستورية التاريخية
فبعد سنوات من اعلان تحرير الجنيه فى ظل حكومة عبيد الغراء
و دخول مصر فى اتفاقيات تجارية اقليمية و دولية عقيمة
تذكرت ان المادة الاولى من الدستور
لا تزال تؤكد على الاقتصاد الاشتراكى!
فعدلت قانون الانتخاب لكنك نسيت تحديد حد اقصى لمدة الرئاسة
فى عصرك تراجعت مكانة مصر الاقليمية بشكل غير مسبوق
للحد الذى اصبحت فيه دول صغيرة مثل قطر
اقدر على حل المشكلات العربية
و اصبح اقصى دور تستطيع الدبلوماسية المصرية ان تلعبه
هو الشجب و الادانة و التنديد..
شجب محرقة غزة..
ادانة الحرب على لبنان..
التنديد بحرب العراق
فى عصرك اصبح وجود وزارة مثل وزارة التعليم بلا معنى
فى زمن يفشل طلاب الدبلومات التجارية فى كتابة اسمائهم...
بل و اسمك ايضا!
فى عصرك انتشرت العشوائية ..
عشوائية القرارات..
عشوائية التفكير..
عشوائية السكن..
فى عصرك يوجد 14 مليون مصرى تحت خط الفقر
وفقا للاحصائات الرسمية
ولا اعرف لماذا اشك فى هذا الرقم مع اننا نملك حكومة الكترونية!
فى عصرك زادت المستحيلات فلم تعد ثلاثة كما نعرفها
فاصبح البحث عن علاج ادمى
عن مواصلات ادمية
عن رغيف عيش بدون مسامير
عن نواب يراعون مصالح ناخبيهم و دوائرهم و من قبلهم الله
عن وزراء يخفقون و يعترفون باخفاقهم
عن مسئولين يتركون مناصبهم طواعية..
كلهم اصبحوا من المستحيلات
سيدى الرئيس..
اذا كان رب البيت بالدف ضاربا فشيمة اهل البيت كلهم الرقص
فكيف تنتظر من الناس ان يراعوا ضمائرهم و ان يكونوا صادقين
فى الوقت الذى استهنت فيه بعقولهم فلم تنفذ وعدا واحدا من وعودك لهم
فها انت تجدد العمل بقانون الطوارئ نفسه
الذى اعلنت عن الغاؤه فى برنامجك الانتخابى !
سيدى الرئيس فى عصرك صدرنا الغاز لاسرائيل هل تعرفها؟
فهى تلك الدولة التى تقع على حدودنا الشرقية..
الدولة التى وصف جيمى كارتر الرئيس الامريكى السابق
وصف ما يحدث بها على انه افظع انتهاك لحقوق الانسان فى العام
فها نحن نصدر لها الغاز لتعتمد عليه فى انارة 20% من منازلها!
سيدى الرئيس..
فى عصرك انا لا اشعر بالامان
ماذا لو تعدى ضابط مرور على حقى؟
هل تعرف ماذا يفعلوا فى الاقسام؟
هل حكوا لك عما يفعلوه فى مواطنيك؟
هل تعرف انهم يعذبون, يغتصبون, ينتهكون اعراض, و يظلمون
هل تعرف انهم ضربوا شيخ معاق فى الدقهلية امام اولاده؟
هل سمعت عن حادثة عماد الكبير؟
هل سمعت عن استعانهم بالبلطجية فى المحلة؟
فى عصرك غرقت العبارة..
حرق مسرح بنى سويف..
غرق الالاف من الشباب و هم يحاولون الهرب..
نعم يا سيدى فهم يريدون الهرب من هنا
يريدون الهرب من حكومة اهانتهم و اهانت عقولهم و ادميتهم
حكومة قتلت احلامهم قبل ان تولد
حكومة قتلت فيهم كل امل فى غد امن
فى عصرك اصبح احمد عز يحكم مصر
فهو المحتكر و رئيس لجنة الموازنة
و رجل الاعمال و صاحب المصانع
و اشك انه الرئيس الفعلى لمجلس الشعب!
سيدى الرئيس استحق عصرك لقب"عصر الاضرابات بامتياز"
فالمحامون مضربون
و المدرسون مضربون
العمال مضربون
اساتذة الجامعة مضربون
الاطباء مضربون
الصحفيين مضربون
حتى الشعب يا سيدى قد اعلن اضرابه
فى عصرك لا احد يتكلم
و اذا تكلم فانت لا تسمع
فى عصرك امتلأت المعتقلات بسجناء بلا تهم او ادانة
فى عصرك امتصت الاسعار العلاوات... و البنى ادمين
فى عصرك مات الضمير بالسكتة القلبية
سيدى الرئيس اريد الاستمرار فى عد انجازاتك و لكن ...ايدى وجعتنى
لم يبق الا ان اذكرك بقول الشيخ الشعراوى رحمه الله
إذا كنت قدرنا فليوفقك الله .. وإذا كنا قدرك فليعنك الله علينا
فانت قدرنا و نحن قدرك و لكن كيف يوفق من لا يسمع الا صوته؟
و كيف يعينك الله و انت فى برجك العاجى محاطا بمن القوا بضمائرهم
فى النيل نفسه الذى يموت فيه ابناءك كل يوم و هم يحاولون الهرب؟
سيدى الرئيس...الرحمة حلوة
07-06-2008
*****
فى 07-06-2008
طلبت منك ترحمنا ليرحمك الله
اليوم 27-01-2011
بعد ثلاث ايام من تعبير شعبك الحبيب عن حبه الجارف لك
بقولك..ارحل عنا يمكن يرحمك الله!