الخميس، 6 نوفمبر 2008

تعالى نحلم ببكرة..(2)

اصطباحة بقلم بلال فضل ١/ ١١/ ٢٠٠٨ على وجه مصر سحابة سوداء، خنقت البلاد، وكبست على نَفَس العباد. أناس من أولاد الحلال يقولون إنها طالت واستحكمت حلقاتها،
لم تستمر سحابة سوداء فى العالم مدة ٢٧ سنة..
بينما يرى غيرهم أن «أكتر من كده وربك بيزيح»..
آخرون يرون الأمل كالكذب خيبة، لكنهم يضيفون - من باب الدقة -
أن عمر تلك السحابة اللعينة هو ٣١ سنة،
كل سنة أسخم من التى قبلها وأرحم من التى تليها،
بينما يحلف آخرون أكثر يأسا على المصحف والإنجيل
أن تلك السحابة بلغت من العمر ٥٦ سنة،
وهى بذلك لديهم تجاوزت السن التاريخية للانقشاع، وصارت قدرا لا فكاك منه. لكلٍ وجهة هو موليها، أما أنا فأقسم لكم بحياة هذا الصباح الشريف،
وحياة النعمة التى يحفى الفقير ليطولها، وحياة بحر إسكندرية الذى ما تمنيت قدامه أمنية وخذلنى،
وحياة الأمهات اللواتى ما فوّتن صلاة الفجر يوما
على أمل أن تحضرن ساعة توزيع الأرزاق دون أن تيأسن أبدا من تأخر وصولها،
وحياة قصص الحب التى لم تنهزم على كوبرى قصر النيل أو فى نفق الزواج،
وحياة خيال الأطفال وواقعية الآباء الذين لم تكسر قلة الحاجة هيبتهم. وحياة الزرع الأخضر الذى يرفض التطبيع مع المبيدات،
وحياة دوشة ماكينات الطعمية وهدير ماكينات غزل المحلة بعد إضراب ناجح،
وحياة روائح الطبيخ وهى تشغى فى المناور التى لم تهزمها قماءة المواسير،
وحياة شاى العصارى فى البلكونات النضيفة التى لم تبهدلها الكراكيب،
وحياة صالات البيوت التى لم تخنقها الكآبة،
وحياة نوادى الفيديو التى تعايشت مع زحف السيديهات واستمرت فى إسعاد المخنوقين. وحياة العيش البلدى المحمص، إن استطعت إليه سبيلا،
وحياة القهاوى الزحمة والأتوبيسات الرايقة فى المواقف،
والمواقف المحترمة المكتوبة بروقان،
وحياة غنا منير وصوت أنغام ومزيكة عمار الشريعى
وأفلام وحيد حامد ومسلسلات أسامة أنور عكاشة وشعر الأبنودى
وتشخيص الفخرانى وقصص محمد المخزنجى ونقاء محمد السيد سعيد
وسحر أحمد خالد توفيق وسخرية جلال عامر وسمانة أبوتريكة وعقل هيكل
وحس علاء الديب فى الدنيا، وحياة عيال وبنات ساقية الصاوى وستة أبريل وكفاية ورسالة
وزاد وفاتحة خير وجروبات الـ«فيس بوك»
الذين قد لايحبون بعضهم البعض، مع أنهم كلهم على بعضهم يتحبوا لأن شكلهم يفرح،
حتى لو كان بعض كلامهم يضايق،
وحياة المنفيين فى الأقاليم الذين ينتظرون أن يحل فرج الله على العاصمة،
وحياة السكان الأصليين لمصر الذين يفضلون الغرق فى بلادهم على الغرق خارجها. بلاش ياسيدى، وحياة ربنا المعبود الذى يحب الصابرين،
إذا صبروا، أقسم لكم أن هذه السحابة السوداء التى كبست على نَفَس مصر ستغور،
وأنه سيطلع علينا صباح لن نرى فيه هذه الوجوه الكريهة
التى كانت تكذب أكثر مما تتنفس، فصارت تكذب ولاتتنفس،
وأن مصر سترزق بصباح تستحقه،
وساسة على قد مقامها،
وأيام يمكن احتمالها،
وأكاذيب يمكن بلعها. وفساد يمكن التعايش معه،
وتخلف له أول من آخر،
وأنه سيأتى على مصر صباح يفوق فيه المصرى لنفسه
ويتكسف على نفسه عندما يرى كيف أصبح حاله
ويقرر ألا ينازع الخالق فى حكمه على البشر ويتفرغ لدوره الذى نسيه كمخلوق،
صباح يصبح فيه ضرب مواطن فقير على قفاه ألعن من الخيانة العظمى،
صباح يعيش فيه المصريون إما فقراء على القد دون أن يفقدوا الكرامة والستر،
وإما أغنياء على راحتهم دون أن يفقدوا الإحساس والضمير.
سيأتى هذا الصباح، أنا أضمن لكم ذلك برقبتى،
وأنا رقبتى أكبر من أى سدادة تتخيلونها..
لكننى، للأمانة ولكى لا أخدعكم، لا أضمن لكم متى سيأتى،
ولا إذا أتى متى يمكن أن ينتهى فتداهمنا سحابة سوداء من جديد،
أنتم تضمنون ذلك بأنفسكم ولأنفسكم، أما أنا فأعرف فقط أن ذلك الصباح سيأتى حتماً ولزماً،
ومصر إذا شمت هواءه النضيف لن تفرط فيه أبدا. ربنا كريم ومصر تستاهل.

هناك 20 تعليقًا:

Here i'm يقول...

بلال أتعدل قوى فى المصرى اليوم ..

أنا أساسا مش بحبه .. بس عاجبنى الأيام جدا ..

بس أيه رأيك فى عمرو سليم .. رسوماته تحفة و جامدة جدا ..

أول مرة أشوف بلال فضل متفائل ..

و الله حتزول .. شئنا أم شاء .. أبينا أم أبى .. مصر لينا .. مش لحد تانى ..

رئيس جمهوريه نفسى يقول...

سبق لى قريت المقال فى المصري اليوم مش عارف على عكس كتير محستش بين السطور ريحة بلال فضل فى قلمين ايام الدستور
بخصوص موضوع المقال للاسف ما نملكش غير التمنى لا اكثر او ااقل انها تروح بغير رجعة

Sweet Violet يقول...

مش عارفه ليه حاسه انه كان لسه سامع

احلف بسماها وبترابها لعبد الحليم وقت ماكان بيكتب

مش تريقه ولا تشاؤم منى لكن بالفعل وانا بقرا حسيت الاحساس ده

طبعا كلنا نتمنى انها تزول و ينصلح الحال و تعود مصر كما كانت

و لكن مش بالتمنى برضه هاتزول لازم احنا نفسنا نحاول نتغير عشان تزول

و لا انتى ايه رأيك ؟؟

Fatma يقول...

اتأثرت اوي بالمقال دا

انا سعيدة جدا ان بلال رجع يكتب بجد

سعيدة من قلبي :)

mohamed ghalia يقول...

هيجى يوم البلد هتنظف فيه
بإذن الله
المهم الشباب ده يشتغل

Maga يقول...

صدقونى طول ما في منافقين امثال بلال فضل البلد دي مش هتتعدل ابدا

Desert cat يقول...

يااااااااااااارب يا استاذ بلال
امتا بقى تنقشع السحابة دى
انا فى انتظار صباح جديد
ميرسى جدا على المقال الممتع ده يا بنوتة

مودتى يا جميله

Yasmine يقول...

كوبرى
ولا انا بطيقه اساسا بتاع خالتى فرنسا و على سبايسى ده:D
بس المقالة دى تحديدا عجبتنى اوى..حتى باقى مقالاته فى المصرى اليوم بتعصبنى و كفاية يتنجان الست والدته بتاع امبارح الا اذا كان البتنجان له مدلول سياسى معين انا مش فاهماه:D

عمرو سليم هايل عجبنى اوى بتاع احمد عز طبعا بما انى بعزه جدا:D
و عجبونى بتوع الدكتور المصرى و حادثة الجلد..كانوا فى الجون حقيقى
عقبال ما يجيبوا احمد رجب عشان اللى يفكر يشترى جرنال ممتاز القط بعد كده يتحط فى خانة المختلين عقليا:D

يا رب الحق اشوفها و هى كده قبل ما اموت :)

Yasmine يقول...

رئيس جمهورية نفسي
انا مش عجبانى المقالات اوى..و معرفش اقرنها بمقالاته فى الدستور لانى ما بستحملش ابراهيم عيسى:D
ان شاء الله بكرة احلى..انا عندى امل بكده

Yasmine يقول...

ضد التيار
اكيد مش بالتمنى بس..لكن مقالة متفائلة فى وسط كم النكد اللى بقراه يوميا كانت حادثة تستحق التوقف عندها ده اللى خلانى نقلته مش عشان انا مقتنعة بننا لو قعدنا على باب السيدة يومين ندعى هتتعدل لوحدها
ما تقلقيش لسه ما اتجننتش للدرجة دى:D

Yasmine يقول...

فنونتى
انا مش سعيدة اوى يعنى..لازم تقرى مقالة امبارح بجد كارثة

Yasmine يقول...

mohamed ghalia
ان شاء الله هتتعدل..هم كام حد يمشوا و كام حد بدالهم ييجوا و اكيد هتبقى احسن

Yasmine يقول...

maga
سيبك من بلال و خليك فى المقالة :)
شوية تفاؤل ما يضروش يا احمد..ان شاء الله بكرة احلى..اصلها ما ينفعش تسود عن كده بصراحة :D

Yasmine يقول...

desert cat
هتروح و هيروحوا..مش عارفة ايه جرعة التفاؤل اللى عندى دى بس البلد دى تستاهل بجد

Maga يقول...

والله الكلام ماله علاقة بتشاؤم ولا تفاؤل

بس دى ناس منافقة بتقول اللى مش بتعملوه

يبقى اصدقك ازاى او اصلا ازاى اقرالك وانتا كدااااااااااااااااب ومنافق

وطول ما اللى زى بلال دا موجودين فى البلد يبقى انسوا

Fatma يقول...

انا فرحانه لسبب تاني خالص يا فلة :)

مش هعرف اقولهولك هنا ابقى فكرني في مرة وانا اقولك

Yasmine يقول...

انا معرفش عنه غير انه بتاع خالتى فرنسا يا احمد بصراحة:)
بس بقيت احاول ابص على نص الكوباية المليان عشان ما اطقش..فى ناس نفسها بجد تعمل حاجة و ده فى حد ذاته كفاية..كبداية على الاقل

Yasmine يقول...

يا رب دايما تبقى فرحانة يا فنونتى ببلال بقى ولا من غيره مش مهم :D

Maga يقول...

على رأي وكلام واحد صاحبنا
هو مش بلال فضل دا هو صاحب السووقية والالفاظ الجديدة اللى الشعب بقة ماشي بيها دلوقتى
بلال فضل دا مش صاحب رسالة تخريب الشعب المصري وافساد ذوقه ومفاهيمه من خلال افلام للرقصات والساقطات
وابداعات سعد الصغير
بلال فضل صاحب قلم وعنده شيزوفرينيا ومنافق وبيزايد على الوطن وهو فى نفس الوقت بيهد فى جسم البلد وبيطعنه
اللى بيحب مصر بيساعدها ويرتقي بيها مش يغرقها فى مستنقع سوقية وحاحا وتفاحة والصراحة راحة وانتا مابتعرفش ولا بلخمة راس ولا يحلف بالطرب بثلاثة ولا يحول الشباب لفكهانية بوق ووش اجرام ومايخليش العودة لماضى البلد تتحول لعودة الندلة ويوم مايخلينا نحس اننا بقينا واحد من الناس نكتشف انها قصة مسروقة
هى البلد دي باظت من شوية ؟

Yasmine يقول...

ايوووة هو حاحا و تفاحة ده اللى كنت بدور عليه امبارح و نسيت اسمه
والله ما بحبه يا بيه :D
هى بس المقالة اللى عجبتنى بجد..فكرة ان فى امل ييجى اليوم اللى البلد دى تنضف من اللى فيها
و اساسا بالنسبالى كفاية جدا ان واحد يكون بيكتب فى جرنال رئيس تحريره ابراهيم عيسى عشان يتحط فى البلاك ليست عندى
لكن زى ما فى زبالة فى ناس كويسة و نضيفة فى البلد دى
تصدق يا احمد ان انهاردة كان فى واحد بيدينا الكورس قعد ساعة كاملة يشرحلنا مدى انبهار الاجانب بالعقلية المصرية..و انه لف 4 بلاد اجنبية و عاش فيهم فترة ما شافش مصرى فاشل
هتقولى هم بينجحوا لما بيمشوا هقولك انى عندى امل ييجى اللى يشجعهم على انهم يرجعوا و يستفيدوا بنجاحهم ده هنا..
و هو ده الهدف من المقالة اننا نؤمن ان فى يوم هنشوفها فيه احلى عشان نقدر نخليها كده فى يوم من الايام
طبعا كلامى مش هيعجبك بس انا لسه عندى شوية امل فاضلين :)