ساعات و تمر اول ذكرى لوفاة ظاهرة صحفية لم و لن تتكرر
ظاهرة اعتبرت الصدق اسلوب..فصدقها الملايين
و خدت من الحق هدف..
فجمعت حواليها قلوب و عقول
ناس تعبت من ظلم الحكام و نفاق المحكومين
مهنا من مواليد الدقهلية سنة 1957
فهو الاخ الأصغر لأشقائه الاربعة،
توفي والده وهو صغير السن لكن والدته فضلت أن تعيش في بيته
عندما تقدمت في العمر مفضلة اياه عن ابنائها المتبقين حتي توفاها الله .
حصل مجدى مهنا علي بكالوريوس إعلام جامعة القاهرة عام 1978،
عمل فور تخرجه صحفيا بمجلة روز اليوسف،
وكانت أولي تحقيقاته المميزة
تلك التي كتبها عن عمليات اغتصاب الاراضي
ثم عمل بجريدة الوفد وتولي رئاسة تحريرها عام 1999 ولمدة عام،
خرج بعدها علي إثر صدام مع رئيس الوفد السابق نعمان جمعة
بعد مقالة كتبها عن شركة ميدور
الأمر الذي أغضب الشركة والمسئولين عليها
فغضب جمعة فاعتذر مهنا و ترك الجريدة..
لم يكن يكتشف الوسط الصحفي في مجدي مهنا كاتبا سياسيا
الا بعد المقال الأزمة الذي نشر في جريدة العربي الناصري
حينما رفض التوريث
وهاجم محاولات السلطة فرض ابن الرئيس علي الحياة السياسية
تمهيدا لإيصاله لكرسي الرئاسة خلفا لوالده.
فعندما يكون القلم شرف..و الكلمة امانة..
و المقال رسالة..و الرأى حرية..
اعرف انك بتقرا لمجدى مهنا!
مجدى مهنا يعنى الصحفى اللى علم ملايين القراء
فن قراية الجرنال بالمشقلب
يعنى الصحفى اللى خلا ملايين المصريين
يبدأوا يومهم ب" فى الممنوع" الصبح فى المصرى اليوم
و يستنوه بالليل على قناة
تقريبا محدش بيشوفها غير عشان هو كان فيها
مجدى مهنا يعنى فن الكتابة بشرف و حرية و نزاهة
يعنى سلاسة غير عادية فى الكلمات و الافكار
و جرأة مقترنة بشياكة نادرة على صفحات الجرايد
يعنى العمود اللى بيهتم بعمق الافكار
مش بالكلام الكبير اللى بيحط صاحبه فى مكانة ما يستاهلهاش
فى الوقت اللى كتير غيره حولوا قلة الادب
من اسلوب للشوارعية فقط
لطريقة كتابة و اسلوب مقالى مستمر
معندوش هدف غير رقم فى اخر الشهر بيعبر عن توزيع الجريدة
و فى ذلك فليتنافس المتنافسون..
فمن صحافة استباحة الاعراض
لصحافة الاستهانة بالعقول
لصحافة البارتيهات و الستات الهايفة
لصحافة الشتيمة و الردح و المتاجرة باوجاع الناس
و من لطم عيسى
لصويت بكرى
لسفالة عبد الله كمال
لنفاق القط يا قلبى لا تحزن
مجدى مهنا صاحب جروب على الفيس بوك
فيه اكتر من 1200 معجب
و الغريبة انهم كلهم او معظمهم من الشباب..
يعنى الفئة اللى دايما متهمة بالجهل و السلبية
يمكن كتير منهم قروا الجرايد عشان هو كان بيكتب فيها..
و يمكن اغلبهم بطل يقرا لما هو بطل يكتب
فقلمه كان بيعبر عن صحفى شريف قلمه هو الضمير كله..
و عن جيل كامل من التايهين اللى فقدوا الثقة فى حكومة خدعتهم بدم بارد
و جرايد استهيفت عقولهم
زى ما استهيفت عقول اهاليهم لسنين طويلة
سنين كانت كافية لتزييف الحقايق..
فالسلبية بقت طاعة للحاكم
و اليأس من بكرة بقى رضا بالحال
و الجهل بالسياسة سلامة و حذر
و تصريحات المسؤولين وحى الهى
جيل لقى فى كلمات مهنا دعوة للايجابية
و تصوير صادق لمصر بتاعته مش مصر بتاعت الوطنى
مجدى مهنا صاحب واحدة من اكبر مظاهرات الحب على صفحات الجرايد
مظاهرة جمعت القراء و الكتاب باختلاف تياراتهم الفكرية على موقف واحد..
الدعاء لكاتب اخلاقه فرضت على الكل احترامه
وقت مرضه
القراء كانوا مهتمين يعرفوا ادق تفاصيل حالته
اللى حاول يخبيها عن الكل
كان بيقول ان الالم خاص بيه لوحده
و كان بيستنكر فكرة انه يزعج الناس بالام اضافية
و بعد وفاته رسايل القراء
فضلت تتنشر على صفحات المصرى اليوم لاكتر من شهر
مجدى مهنا يعنى الصحفى اللى لما اختاروا
اسم لجمعية لمساعدة الشباب
و جايزة لافضل عمود صحفى..اختاروا اسمه
لانهم عارفين ان القلم اللى مش بيكتب غير صدق..
و مش بينادى غير بالحرية و الشرف
هو صاحب اكبر قدر من المصداقية
فى زمن الصدق فيه بقى من عجائب الدنيا السبع
مفيش صحفى ما اتكلمش عن العبارة
و عن فساد و جبروت و سفالة صاحبها
لكن ماحدش اتكلم بالاحساس ده
كتير هم اللى مدحوا الريس..
و كتير هم اللى انتقدوه
و استخدموا قلمهم فى تحويل الكلمة من امانة و رسالة
لشتيمة هدفها الاوحد تصفية الحسابات
و تحقيق المبيعات على حساب شرف المهنة و اخلاقيات الصحافة
مجدى مهنا لما انتقد الريس انتقده كده
يمكن دول كانوا من اكتر المقالات اللى انا حبيتها
لكن الاهم بالنسبالى
ان علاقتى بعمود فى الممنوع اتحولت بين علاقة قارئة بمقال
لعلاقة انسانية بالكاتب نفسه
فحزنى على مرض مهنا ما كانش سببه
انى هتحرم مع ملايين غيرى من مقال صادق لدرجة الصدمة
لكن سببه كان انى هتمنع من رغبة قوية جدا
فى انى اقابل الشخص ده فى الحقيقة
امثال مجدى مهنا عمر ما الموت بيمنع صوتهم من الوصول
مجدى مهنا مثال لفئة من المصريين بتجمع بين الشرف و حب مصر
مع كم كبير من الايجابية
و الرغبة الحقيقية فى تغيير ملموس على ارض الواقع بعيدا عن الشعارات
و الامل فى يوم ترفع فيه راسها بكرامة لانها تستاهل
فمن احلى الجمل اللى كتبها:
"لقد نجح نظام الحكم الحالي في زرع اليأس في قلوب المصريين
وسرق منهم الأمل والمستقبل، واختار أن يعيش هو ويموت الشعب،
لكن الشعوب لا تموت أبداً حتي ولو طالت فترة الظلام"
مجدى مهنا نموذج مش بيتكرر كتير..
نموذج للصحفى الوطنى اللى بيعيش شريف و بيموت راجل
و اخيرا..
يا ترى هييجى اللى ياخد باله منها؟
هناك 21 تعليقًا:
كلامك جميل أوى عن شخصية رائعة مثل مجدى مهنا .....فعلا رحيله ساب ركن كبير أوى فاضى فى مجال الإعلام ...و معتقدش إنه ممكن يتكرر تانى
الله يرحمه
ربنا يرحمه و يجعل مثواه الجنه
رحمه الله عليه هو الشاعر رجاء النقاش توفوا في وقت واحد
كويس ان قناه دريم لغايه دلوقتي بتذيع جلقاته القديمه وفاءا لذكراه وغالابا بكره العاشره مساء هيعملوا حلقه عنه
برايي ان ماصنع المصري اليوم هو مجدي مهنا لكن هل هيستمر؟
السلام عليكم
فعلا مجدى منها الله يرحمه كان من اكثر الصحفيين احتراما ومصداقية
ربنا يرحمه ويعوضنا بلا منه خير
تحياتى ليكى
أكيد فى كتير هيخدوا بلهم منها
دمتى بكل الود
و الله من ساعة ماعرفته و بقيت أقراله لما كان زوج خالتى بيجيب الوفد .. و كنت أقلب الجرنال علشان أقراه .. عرفت أنه أبن موت .. فى ناس فى حياة الواحد معروفين بأنهم ولاد موت .. مجدى مهنا كان كده .. مجدى مهنا و أمثاله مينفعش يعيشوا كتير .. مجدى مهنا و أمثاله مرضهم مش سرطان يحفظنا الله مرض مجدى مهنا هوا حب مصر .. و مرض حب مصر ملهوش علاج .. مجدى مهنا كان مريض بحب مصر بحب ترابها و شوارعها مريض بقدر مصر اللى خلاه يطلع عن شعوره لما واجه ابراهيم سليمان .. مرض بيسميه الدكاترة مرض عضال .. مرض حميد مرض عندما يزيد تأثيره و تزداد قوته يجعل صاحبه يبتسم .. مجدى مهنا ابن مصر اللى مات بمرض مصر .. مجدى مهنا كانت أخر شخصية صحافية أستخدم دماغها بدل دماغى .. لما عرفت الخبر كان يوم صعب عليا قوى .. واحد صاحبى كلمنى قال فى خبر مش حلو .. قولتله أيه ؟؟ .. قالى مجدى مهنا مات .. جريت فتحت التلفزيون قالوا لسه مامتش .. قولت الحمد لله و دعتله .. و الخبر أتأكد الساعة 2 بالليل .. مجدى مهنا علمنى يعنى ايه مش كل الصحفيين مأجورين ولا كل من مسك قلم و على صوته راجل .. مجدى مهنا علمنى أزاى أختلف مع حد و انا ببتسم .. أزاى أختلف مع حد و مدهوش فرصة يكسب عليا حاجة .. مجدى مهنا علمنى ان أمثال نعمان جمعة و رفاق بورتريه المعارضة إلى مزبلة التاريخ .. مجدى مهنا كان الصحفى الوحيد اللى كان كل المسئولين بيحترموه و يقدروه ..
مجدى مهنا .. يرحمك ربى و يرزقك جنة الخلد و يحاكمك برحمته لا بعدله ..
الله يرحمه
حقا كان رجل والرجال قليل
اقرأ نص اتفاقية منع تهريب السلاح لغزة
وادعوا الله ان يثبت مصر في عدم التوقيع عليها
الله يرحمه كان راجل محترم
انا و دماغى
ده بس من ذوقك :)
مجدى مهنا هو الشخصية العالمة الوحيدة اللى زعلت من قلبى على وفاتها
و ما اعتقدش انه هييجى حد تانى يأثر فيا بالشكل ده..الله يرحمه و يغفرله و يدخله فسيح جناته
overforty
اللهم امين..
lecter
و قراؤه فى المصرى اليوم عندهم وفاء غريب له..و شباب الجروب بتاع الفيس بوك مجمعين كل مقالاته فى مدونة واحدة..مش طبيعى كم الحب ده لبنى ادم واحد..و هو يستاهل اكتر بجد
المصرى اليوم فيها مجدى الجلاد و سليمان جودة و حسن نافعة و فاطمة ناعوت و لميس الحديدى و لميس جابر و خيرى رمضان..بيتهيالى انه مش بس هيستمر..انا متاكدة ان فى وقت من الاوقات مش هيكون فى غير المصرى اليوم اللى بيتقرى و باقى جرايد الحكومة هيتلف بيها طعمية
ما يمنعش ان وجود مهنا كان فارق كتير اوى..الله يرحمه
بنوتة
عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
و يسمع من بقك ربنا :)
mohamed ghalia
بصراحة ما عنديش امل اوى فى الحكاية دى..على الاقل دلوقتى..و لو كان فيه..فهم مش هيسيبوه يوصل
كوبرى
عجبتنى اوى حتة انه الصحفى اللى بتستخدم دماغه بدل دماغك..
بجد كان و ما زال عندى ثقة عمياء فى اى راى بيكتبه و اى تحليل بيعمله..مع انى عندى ازمة فى الثقة عامة و نادرا ما بلاقى كاتب اهتم برايه بالشكل ده
انا فاكرة انك لما عملت الموضوع بتاع وفاته انا ما كنتش مصدقة و سالتك اذا كنت متاكد ولا لأ
مش عارفة ليه كان عندى امل انه هيفضل موجود لحد ما مصر تبقى بالصور اللى حلم بيها و خلانا حلمنا بيها معاه..لدرجة انى فى وقت من الاوقات زعلت انه استسلم بالسرعة دى للمرض..مع ايمانى الكامل بقضاء ربنا سبحانه و تعالى..بس كان نفسي يفضل يحارب لحد ما ترجع زى ما كانت..
الغريبة انه هو اللى يمشى و غيره يفضلوا فوق دماغنا..
مجدى مهنا صاحب مقولة انه عرف نعمة ان يكون مستقلا..لا كان مستنى معاضة ترشيه ولا حزب حاكم يديله منصب مقابل كرامته و كبرياؤه
اللهم امين
اللهم امين
اللهم امين
desert cat
اللهم امين..هو مش قليل بعقل..ده بقى نادر اسمها
نفسي اقرا فى يوم عن وباء يلم المنافقين و ماسحين جزم الحزب الوطنى و رجالته
م/ الحسيني لزومي
ارحموا من فى الارض يرحمكم من فى السماء!!
فنونتى
لا و انتى الصادقة كان اخر الرجال المحترمين..الله يرحمه
حقا انه رائع لقد خسرناه بالفعل وكأنه رحل ورحلت معه قيمة الكلمة وقيمة الافكار
ذهبت معه القيمة المنثورة بين حروف مقالاته فقد رفضت ان تبقى بعد رحيل اخر رجال الصحافة
اجد في كلماتك وطني
اجد في هجومك وطني
اجد في افكارك وطني
اجد في نقدك وطني
فقد تعلمت منك كيف بالعقل وحده تتناقش الافكار وكيف بالقلب فقط اعشق وطني
تحياتي
انا حر
كلامك احلى من الموضوع نفسه
تعليقك بجد اسعدنى
إرسال تعليق