السبت، 29 نوفمبر 2008

و مضى قطار العمر..عن الفرص الضائعة نتحدث

رأته لاول مرة اثناء رحلتها المعتادة فى قطار السابعة لم تعرف تحديدا ما الذى جذبها اليه فهو لم يكن وسيما بالمعنى المعروف و لم يكن به ما يخطف ابصار فتاة مثلها
تعدت مرحلة المراهقة منذ سنوات عديدة فلم تعد المظاهر و القشور تلفت نظرها مثل باقى الفتيات و لكنه كان...مختلفا رأها فخطفت بصره فى اقل من ثانية و هو لم يتعود ان تلفت نظره فتاة قبل ان يحدثها لم يعرف ما الذى ميزها عن الالاف غيرها من النساء ممن يملأن محطة مصر بالضجيج منذ الساعات الاولى من الصباح و لكنه اراد ان يستمر فى النظر اليها حتى يحين موعد القطار كمراهق وجد فى جارته الجميلة
ما يخفف من توقه لقصة يحكيها لاصدقائه من المراهقين وجد فيها عينان واسعتان..و ملامح رقيقة..و بساطة لا حدود لها ليست بارعة الجمال..و لكنها مختلفة رأت فى عينيه عمقا ساحرا اسرها منذ اول لحظة و لمحت فى ملامحه حزنا شبيها بحزنها الذى لازمها منذ عمر مضى شعرت نحوه بحنين غريب لم تعهده فى نفسها من قبل فاستنكرت هذه المشاعر المختلطة.. فلطالما استهزأت بالمراهقين و عالمهم السطحى المحدود انتظرت ان يزول انبهارها بمرور الوقت.. فالانبهار بالرجال لم يكن فى قاموسها فى يوم من الايام اقصى ما شعرت به كان القليل من الاعجاب
الذى لا يلبث ان يزول مع اول تعامل فعالمها جمع النقيضين..العمق و البساطة.. فاين لها برجل يحمل بداخله جميع الاضداد؟ رأى فيها براءة غريبة..
و مسحة حزن لم تنجح ابتسامتها الباهتة فى اخفائها شعر نحوها بالفة كأنه يعرفها منذ من بعيد.. تعجب من شعوره نحو فتاة اذا اراد ان يجد كلمة مناسبة لوصفها ستكون "عادية" و هو من تعود على وجود الجميلات من حوله جميلات الشكل..قبيحات العقول حتى يئس من البحث عن ملكة لقلبه..يقبلها عقله و تعشقها عيناه فتوقف عن البحث منذ زمن سحيق حاولت ان تنظر بعيدا و لكنها لم تستطع و ما توقعته من خفوت حدة الانبهار بشخص لا تعرف حتى اسمه.. وجدت عكسه تماما فاستمرت فى النظر اليه و استكملت محاولتها اليائسة فى اخفاء ما تشعر به و حينما التقت الاعين لم تستطع اخفاء خجلها و ارتباكها فاشاحت بنظرها بعيدا و قررت ان تشغل نفسها حتى تنتهى الرحلة رأت انعكاس صورته فى مرايتها.. فاستمرت فى فحصها
لعلها تجد فيها سر لانجذابها غير المبرر له..ففشلت مرتين الاولى فى الوصول الى سبب مقنع لحالة "اللامعقول"التى تعيشها و الثانية فى التوقف عن النظر اليه.. هل تحاول استخدام ذكاء الانثى التى لا تعرف سوى الدلال سبيلا؟ ولكنها لم تكن يوما ماهرة فى الاعيب النساء.. فكرت..اتحدثه لعلها تعرف عنه شيئا؟ فمنعها خجلها الانثوى من مجرد استكمال الفكرة فى خيالها فتحت كتابها..ادعت القراءة.. اذنها لا تسمع غير صوت انفاسه
الذى غطى على صوت القطار و ركابه و قلبها لا يشعر بالزمن.. يدق فقط لاجل مسافر غامض شغل قلبا كان قد فقد الامل فى ان يجد من يشغله منذ ازمان بعيدة اراد ان ينظر اليها
و لكنه شعر بمدى حمق الفكرة..فهو لا يعرف عنها شيئا ماذا لو كانت متزوجة.. و حتى ان لم تكن ..
ماذا لو اغضبتها نظراته المستمرة نحوها منذ بداية الرحلة؟ فكر فى ان يحدثها حتى يعرف عنها اكثر من وجه خطف قلبه قبل حتى ان يعرف اسم صاحبته منعه كبرياؤه الرجولى من مجرد المحاولة.. جذبته صورتها المطبوعة على زجاج النافذة
الى عالم لا يمت للواقع بصلة اخرج جريدته..ادعى القراءة و عقله لا يفكر سوى فى المسافرة الغريبة صاحبة الوجه الملائكى و النظرات الحزينة.. توقف القطار..سمعا صوت صفيره البغيض معلنا نهاية رحلتهما نظرت الي عينيه فى مرايتها..نظر الي وجهها البرئ فى نافذته و اختفيا فى زحام الحياة.. اضاف كل منهما فرصة جديدة الى فرصه الضائعة و مضى قطار العمر فى انتظار ركاب جدد..لرحلة جديدة.. و فرص ضائعة جديدة..و عدد لامحدود من ال"ماذا لو؟!"

هناك 18 تعليقًا:

محمد حمدي يقول...

بجد يشرفنى اكون صاحب اول تعليق على البوست الرائع والقصه الدافيه دى

حقيقى البوست لمسنى واثر فيا بشكل كبير جدا ..

تحياتى لقلم حساس هو قلمك .. مستنى زيارتك

سمكه واحده يقول...

عايزه اقلك
انتي رهيبه بجد
فكرتيني بأيام السفر والقطار ومحطه مصر يااااااه والله ايام
بجد قصه تحفه وسردك ليها واسلوبك

فعلا ومضي قطار العمر
تعرفي اكتر حاجه بحبها ايه القطار والسكه الحديد ناس رايحه وناس جايه وكل واحد بينزل في محطه
القصه دي جميله اوي مش عارفه اقول ايه
الله عليكي بجد علي فكره بتحصل كتير في الحقيقه
بس القطار بيمضي بردو
تحياتي لكلامتك واحساسك
عايزه اقلك
عزيزه عزيزه
هههههه
بهزر
سمكه

Fatma يقول...

وكل واحد هيوصل محطته ويفترقوا

هي الدنيا كدا

قطر ومحطات وفرص ضائعة كتير اوي :)

قصة جميلة جدا جدا جدا حسيتها اوي يا فلة

انا كنت عايزة اعلق على البوست اللي قبله انتي قافلة التعليقات عليه ليه

عموما

انا حسيت ان دي انا في حاجات كتير من اللي انتي حطيتيها :)

blue-wave يقول...

ماذا لو
كم ابغض هذة الكلمه

غير معرف يقول...

أنا هسيفها عندي :)

بعيدا عن ده

رد فنون..حسسني بالحزن :)

م/ الحسيني لزومي يقول...
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
Here i'm يقول...

تصدقى ان الواحد اخد خلاص انه يضيع الفرص العاطفية :D

بس لسه متأكد أن الفرصه اللى فى بالى جاية جاية .. امتى و فين منعرفوش و الله :D

Yasmine يقول...

ايه الكلام الكبير ده بس :)
رفعت معنوياتى يا محمد بجد
خصوصا انك من احسن البلوجرز الموجودين..بجد و من غير ادنى مجاملة يعنى

سعيدة جدا بتعليقك حقيقي

Yasmine يقول...

كويس انها عجبتك
انا كمان بحب الجو ده جدا..لدرجة انى لما سمعت صوت صفارة القطر من كام يوم فرحت زى الاطفال الصغيرين
ازاى ماحدش فكر يعمل فيلم عن القطارات و المحطات..اكيد كانت هتطلع افكار جامدة اوى
مين عزيزة دى؟:D

Yasmine يقول...

فنونتى كويس انها عجبتك
هى مش قصة يعنى..القصص ليها ناسها برضه..اللى انا مش منهم اكيد :)
على رايك هى محطات..ناس بتركب و ناس بتنزل و ناس بنستى منهم حاجات و ناس بيستنوا مننا مقابل..و فى الاخر النهاية واحدة

قفلت التعليقات عشان عارفة ان ما حدش هيفهم حاجة
الا انتى طبعا بما انك صاحبة النصيحة
و مش مستغربة خالص اكيد..مش اول مرة يعنى :))

Yasmine يقول...

كلمة مملة زيها زى كلمة ليه..بس بتتسئل كتير و مش بنلاقيلها اجابة..

Yasmine يقول...

يعنى مش كفاية انها ما مطرتش..جاى هنا تكلمنى اسكندرانى..قال منعرفوش قال:D

انا بقى متاكدة انها هتييجى و متاكدة اكتر ان انا اللى هسيبها تضيع
فكرتنى بجملة اتقالتلى قبل كده..انى واخدة دكتوراه فى تضييع الفرص..الله يمسيها بالخير اللى قالتهالى..فهمانى اكتر منى

عماد يقول...
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
عماد يقول...
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
Yasmine يقول...

سيفيها يا ايمان..مبسوطة اوى انها عجبتك :)

هى حالة و معدية علينا كلنا..و ان شاء الله تعدى على خير

Yasmine يقول...

مش فهماك يعنى انت سألت و ما استنتش انى ارد..هى دى مجلة الحائط بتاعت المدرسة ولا حاجة..اعلانات ايه دى؟!!

و بعدين يا ريت لو تكرمت تقولنا توصلت منين ان اللى بيتحرشوا جنسيا بالستات مسلمين و بس..يعنى ايه البحث او الدراسة اللى استندت لها و قالتلك ان المسلمين بس هم اللى بيعاكسوا و يتحرشوا؟

بالنسبة للاعلان التانى لا تعليق بجد
اللى بييجوا هنا سواء مسلمين او مسيحيين مبسوطين اوى كده و ما حدش فينا ناوى يترشح لرئاسة امريكا ولا ناوى ياخد مكان زويل..
و بلاها الثقافة اللى بتجيب معاها تخريف من النوعية دى
هو الواحد لما بيبقى فاضى ممكن يسمع مزيكا او يتفرج على افلام..لكن يألف دين جديد..جديدة دى بصراحة

Fatma يقول...

افتحي التعليق ع البوست الجديد عندي كلام اقوله :)

كله الا سكارليت اوهارا انتي كدا هتزعليني منك :)

Yasmine يقول...

من عينيا الاتنين..انا ما كنتش عايزة اجيبلكم اكتئاب بس :)