الأحد، 17 أكتوبر 2010

انوثة متأخرة..

تنظر فى عبثية الى فى المراه
تفكر فى البنوتة التى كانت عليها
تترك شعرها ليرى النور لاول مرة منذ سنوات
فتنسدل خصلاته البنية فوق وجه طالما وصف بالجمود
تمسك باحمر الشفاة..
و تعانى من بعض الصعوبة فى وضعه فوق شفتيها الصغيرتين
تحاول تذكر اخر مرة قربته من فمها..فتفشل
ترتدى فستانها الاسود القصير
ترفع شعيرات قليلة
مستخدمة فى ذلك مشطها الصغير الذى يأخذ شكل فراشة ذهبية
لا تنسى استخدام الكحل الاسود الفاحم و القليل من هذا العطر الفرنسي الذى يحبه
تفكر فى انها تغيرت كثيرا منذ ان دخل الى حياتها
فهى ابدا لم تكن تهتم بمظهرها حتى انهم اطلقوا عليها لقب الرجل الالى
حتى جاء هو و اخبرها كم ان لمعة عيناها ساحرة..
حتى و ان كانت تختبئ تحت نظارة " قعر كباية"
ماذا لو لم يكن يستحق؟..ماذا لو كان يكذب عليها
يحدثها عقلها بان الرجال جميعهم كاذبون
فيخبرها قلبها بان هاتان العينان يستحيل ان تكونا قد عرفتا الكذب..
يجيبها عقلها بان "استسلمتى بسهولة"
فيرد قلبها بان "ما امتع استسلام المقاتلة داخلك فى سبيل خروج الانثى"
تسمع صوت سيارته..
تخلع نظارتها..
ترتدى حذائها ذى الكعب العالى..
تحرك شعرها معلنة عن سقوط اخر ميكانيزمات الدفاع الخاصة بها
لتنفض عن رأسها صورة الرجل الذى كان يقطن بداخلها لما يقارب الثلاثون عاما
تنظر مرة اخيرة فى المراة لتتاكد من انها تبدو تماما كما تريد
ثم تلقى بقبلة فى الهواء مودعة رجلها الالى..
و تنزل فى عجالة لمقابلة رجلها الحقيقى..و انوثتها الضائعة ايضا!

هناك 4 تعليقات:

Tarkieb يقول...

خلاص بعد تلاتين سنة وودعت الرجولة اللي كانت عايشة عليها طول عمرها وعرفت الحب خلاص يعني جميلة اووووي .ياريت بس تغيري قعر كباية الى كعب كوباية حاسس ان الكلمة دي مبوظة كل الكلام الحلو بتاعك ....الله ينور كالعادة حلوة

The Seagull يقول...

فكرتيني ب"فريمينا داثا" في رائعة ماركيز "الحب في زمن الكوليرا" .. برضه عاشت 50 سنة على الحب "الرسمي" مع زوج "رسمي" .. لحد ما مات وقابلها "فلورنتينو إريثا" حبها الأول .. وعاشوا الحب الحقيقي مع بعض في الآخر :))


أسلوب بديع ووصف رائع يا ياسمينتي
سلمت يداك يا قمر ;)

mUsLiM يقول...

خاطرة أنثوية خالصة من روافد المواضيع الأنثوية المتواترة فى الفترة الأخيرة والتى إن عبرت عن شئ فإنها تعبر عن أنثى خالصة الأنوثة تحاول أن تكشف الستار عن مشاعر نسائية دقيقة ربما عجز الكثير عن فهم فحواها ومضامينها

والأنثي رغم ذلك كله هى فى نظرى كتاب مفتوح ولكن ليس لكل أحد وإنما للقارئ المريد والمحب للقراءة

فهى سهل ممتنع لا يناله إلا أصحاب العقول الواعية

والحالة الماثلة فى الموضوع المطروح إنما تعبر عن شكل من أشكال الأنوثة الخامدة والخاملة والتى هى أحوج ما يكون إلى مادة التنشيط اللازمة والتى إن تواجدت تفجرت مادة الأنوثة بتدفق وغزارة تفوق غزارة الأنوثة الإعتيادية

ولاشك أن الكاتبة فى نظرى وإن لم تنطبق عليها كل حالة حاولت أن تعرض لها فى هذا الموضوع والمواضيع السابقة إلا أنه لابد وأن لكل حالة وكل موضوع شق وجانب فى نفسيتها تحاول أن تكشف من خلاله عن مكنونات شخصية المرأة

والله من وراء القصد

السلام عليكم

ReEm يقول...

كتاباتك بتبقى اجمل لمل بتكتبيها بلون التفائل يا لي لي :)