الأربعاء، 30 يوليو 2008

امام الستار الاخير..وقفت انتظر

فكرت كثيرا فى كتابة وصيتى و لكنى لم اجد لدى ما يستحق ان اورثه لغيرى فأنا لا املك غير ثيابا كثيرة
فطالما كان جمعها هواية عندى مثل كل البنات و اذا كتبت عنها
فانا اتمنى ان ترثها اختاى الصغيرتان حتى تتذكرانى كل يوم ..
و سيارة كانت اغلى هدية حصلت عليها فى حياتى ليس لانها الاغلى ثمنا و لكن لانها هدية من ابى و كلما رأيتها تذكرت كيف قدمها لى و كيف اخفى عنى خبر شرائها
حتى يفاجئنى بها بمجرد اتمامى الثامنة عشرة
و غرفة تعبر عنى بكل ما بها من تفاصيل صغيرة فصورى التى اخترتها بعناية تزين كل ركن منها ففى اقصى اليمين صورى القديمة و اقربهم الى قلبى تلك التى ارتدى فيها ثوبا احمر
و فى عينى نظرة كبرياء غريبة على طفلة فى السادسة ..
و فى وسط الغرفة صور كثيرة تلخص حياتى القصيرة و فى نهاية الغرفة صندوق يؤكد لمن يراه انها غرفة طفلة فى العاشرة لما يمتلئ به من العاب ..
اما الصندوق الصغير الذى وضعته بعناية فوق سريرى فبه كل ما كتبه اصدقائى لى منذ كنت فى السابعة ..
و كتبى من اكثر الاشياء القريبة الى قلبى فاذا حاول احد قرائتها سيجد بها تواريخ قرائتى لها و سيجد سطورا تحت الكلمات التى احببتها لذا فانا اريد ان اتركها لامى فعندما تقرأها ستعرف الكثير عنى مما لم تكن تعرفه.
و اهم ما فكرت فيه هو اننى لا اريد ان يقام لى عزاء لاسباب كثيرة اهمها اننى لن اطيق ان اسمع اصوات تقول عنى ما لا تشعر به فالعزاء فى نظرى مظهر اخر من المظاهر الفارغة ليتهم يتصدقون بهذه الاموال و يعطونها لمن يستحق...و ما اكثرهم
كثيرون تحدثوا عن الموت ... رأووا فيه اكبر مخاوفهم على الاطلاق فمنهم من يخشاه لأنه لم يفعل فى حياته ما يجعله مستعدا لمواجهة نهايتها و منهم من يخافه لأنه متمسك بالدنيا لدرجة الجنون فمجرد فكرة فقدانها و فقدان الاشياء التى تعود عليها ترعبه ..
اما انا... فأنا لم اعد اعرف طبيعة مشاعرى نحوه فهل هو شوق لمكان مختلف سمعت عنه كثيرا فأردت رؤيته؟ ام ترانى اكابر لأنى اعرف تماما اننى لم استعد جيدا لهذا اللقاء... متضاربة هى مشاعرى التى اكنها للموت فاحيانا اشعر بانى احاسب نفسى لدرجة جلد الذات على كل ما يخرج من فمى و كل ما يدور فى عقلى
سواء خرج الى النور ام بقى فى الظلام و احيانا اشعر بأنى اخطأت كثيرا لدرجة لن ينفع معها ندم و بأنى احتاج للكثير من الوقت
حتى اصلح ما افسدته او انقذ ما يمكن انقاذه ..
و أيا كان شعورى الان فليس هذا ما يشغلنى فما يشغل تفكيرى هى الصورة التى سأكون عليها عندما افارق هذه الحياة هل سأموت فى فراشى و انا فى السبعين من عمرى و قد فاض رأسي بالشعر الابيض
بحيث لم يعد ممكنا معرفة لونه الاصلى؟
ام سأموت فى سن الشباب؟ فكثيرين هم من يموتون فى هذه السن خصوصا فى ايامنا هذه
ام اموت فى حادث مفاجئ بالرغم من تحذيرات امى المتكررة
و غضبها الدائم منى بسبب طريقة قيادتى
التى تشبه قيادة "سواقين الميكروباص"على حد قولها
ام ترانى سأموت بعد مرض طويل ينهكنى
و ينهك ما تبقى فى جسدى من رغبة فى البقاء
فاستسلم بعد ان اخسر اخر معاركى معه او استسلم دون مقاومة...
فهذه هى الحرب الوحيدة التى لا اقوى عليها
و ان كان مرضا فاين سيصيبنى؟ هل فى قلبى الذى شاخ منذ كنت طفلة ام فى عقلى الذى لم يتوقف عن التفكير لحظة لدرجة اننى تمنيت لو استطيع ان اعطيه اجازة عارضة
حتى لو كانت لساعات قليلة...
لا اعرف لماذا تذكرت كرامتى فجأة فما دخل الكرامة فى حديث عن الموت؟ و هل للميت كرامة من الاساس؟ فكرامتى هى مرضى المزمن الذى اصابنى منذ الطفولة
و لازمنى لدرجة منعتنى من التنفس فانا اخاف عليها كخوفى على طفلى الذى لم يولد بعد فحتى فى حوارى مع نفسى عن الموت اراها و قد ظهرت امامى كأنها تأبى ان انساها لدقائق او حتى ان احاول فانا تمنيت كثيرا من الله ان اموت صغيرة فلن احتمل ان اكون سببا لتعاسة من حولى و لن اقوى على نظرات الشفقة فى عيونهم حتى لو كانت شفقة مغلفة بالحب او بحزن على فراق ات لا مفر و لم اتعود ان اعطى يدى لاحد ليقودها و يقودنى فانا اقودنى منذ ولدت و لن اقوى على اعطاء دفة حياتى لغيرى... فهذا وحده كفيل بقتلى
كثيرا ما تصورت سيناريوهات مرضى و كلها لها نفس النهاية فأنا اعرف بحقيقة مرضى ...فأحتفظ بها لنفسى...
فأموت بعد فترة ليس بالقصيرة ولا بالطويلة
فيفاجأ الجميع ولا يعرفوا اي مفاجأة اصعب...
وفاتى ام حقيقة مرضى السرى و تذكرت اغنية احبها كثيرا لدرجة انى اعتبرها كتبت لى و تمنيت من الله ان اموت مثل بطلة الاغنية فهى تريد الموت على المسرح... امام الناس ...و هى تفعل ما تحب انا ايضا مثلها...حينما يأتى وقتى
اريد ان يسقط الستار من خلفى و ليس من امامى فطالما سقط خلفى لن اهتم بما مضى فهو لم يعد ملكى و لن اهتم بما سيقولون فلن اتذكر سوى اسماء...
اسماء سيهلك الحزن قلبها .. و اسماء ستكون نهايتى ميلادا جديدا لها .. اسماء ستتأثر خوفا من اقتراب نهايتها .. و اسماء ستذكرنى بالخير .. اسماء ستشكر الله على استجابة دعواتها .. و اسماء ستتوجه لله بالدعاء لى .. و لكنها فى النهاية مجرد اسماء...
و ان كنت اعرف ان الحياة ستستمر بى او بدونى و مهما طالت مدة الحزن على فراقى او الفرح للخلاص منى
فهى فى النهاية فترة مؤقتة و الزمن كفيل بأن ينسى اكثرهم حبا لى...
النسيان ! كلمة بها الكثير من القسوة و الجفاء فبرغم معرفتى بانه من سنن الحياة الثابتة لا يزال جزء منى يتمنى
ان اظل بطلة مسرحية الكثيرين ممن يهمنى امرهم انانية انا؟... ربما و لكنى اعتبرها انانية مشروعة فأنا لا اريد ان اتحول الى قطعة ديكور لدى من اعتبرتهم ابطالا لمسرحيتى اللهم أحسن خاتمتى يا رب العالمين
========================
فى اغنية شيرين الاخيرة:
"هتعمل ايه لو نمت يوم و صحيت و لقيت..
اقرب ما ليك فى الدنيا مش حواليك"
مش عايزة اعرف هعمل ايه..ربنا يجعل يومى قبل يومها

هناك 6 تعليقات:

mUsLiM يقول...

أجمل ما فى يعبر عنه هذا الموضوع

ان الكاتبة يقال عنها (( مصيفة ))

ولو أن كل المسلمين (( يصيفون )) كما (( تصيّف )) أختنا , لكان الحال غير الحال ..(ابتسامه )

ثانيا : قال صلى الله عليه وسلم (( إنما الأعمال بالخواتيم ))

فكثير هم الناس الذين يسيرون على صراط مستقيم , حتى اذا كان بينهم وبين الجنة منزلا .. وقعوا فيما لا يحمد عقباه ..

والموت ولاشك مصيبة , قال تعالى (( فأصابتكم مصيبة الموت )) فالموت سماه الله تعالى مصيبة ..

ولا شك لا يجوز للانسان أن يتمنى الموت إلا فى حالة الفتنة الشديده كما قالت مريم البتول (( يالينى مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا ))

وانا أظن أن ذلك جُبلت عليه فطرة الخلق فالخلق مجبولين على حب الحياه ..

الا أنه إذا حان الموت , فلا يموتن أحد الا وهو محسن الظن بالله تعالى هكذا أخبر النبى صلى الله عليه وسلم

وأصعب الموت فى نظرى أن أموت فجأة ..

فهذا بالنسبة لى قاسٍ للغايه ..

أسأل الله أن يقبضنا مهتدين مرحومين غير مبلوسين من رحمته ...

إنه جل وعلا هو أرحم الرحمين

وهو حسبنا ونعم الوكيــل

والله من وراء القصد

السلام عليكم

Yasmine يقول...

"ولو أن كل المسلمين (( يصيفون )) كما (( تصيّف )) أختنا , لكان الحال غير الحال "
الجملة دى اثرت فيا فوق ما تتخيل مع انى فى عالم المصيفين شخصية كئيبة جدا :)

"كثير هم الناس الذين يسيرون على صراط مستقيم , حتى اذا كان بينهم وبين الجنة منزلا .. وقعوا فيما لا يحمد عقباه .."

تصدق الجملة دى رعبتنى بجد..

"وأصعب الموت فى نظرى أن أموت فجأة ..
فهذا بالنسبة لى قاسٍ للغايه .."

ليه؟ ده بالنسبالى اهون بكتير من التمهيدات اللى هتخلينى محتاجة مساعدة من الناس..كلامى مش مفهوم انا عارفة

"أسأل الله أن يقبضنا مهتدين مرحومين غير مبلوسين من رحمته ..."
اللهم امين

غير معرف يقول...

مش لازم تفكري في كدة


مش دلوقتي


حاجة كويسة إننا نفكر في الموت


بس صعب..نشوف الناس اللي بنحبها بجد بيفكروا في الموت

غير معرف يقول...

مش عارفة هو الموت حقيقة..أنا قصدي..اممم..مش عارفة


بس مش عاوزة أفكر فيه

هسيبها للحظتها :D

هعيش وبعيش اللحظة :D


بس في الحاجة الكويسة :)

غير معرف يقول...

أانا مش عارفة..طنشي

Yasmine يقول...

عارف يا ايمان اللى عامل ريجيم و خايف يبوظ لا يتخن تانى:)
انا بقيت عاملة كده..مش كابة على قد ما بحاول احترم نفسي عشان لما ييجى مش عايزة يبقى في حياتى اللى اندم عليه عمرى ما ندمت و انا عايشة فليه اعمل اللى يخلينى اندم و انا فى مكان ما ينفعش انى اصلح منه حاجة